[size=12]ان اول مصرف اسلامي ـ خال من الفوائد المئوية ـ كان بنك الادخار الذي اسسه الدكتور احمد النجار عام 1963، في مدينة (ميت غمر) المصرية، بهدف تقديم قروض دون فوائد لفقراء المدينة الذين يريدون اقامة مشروع اقتصادي ما. لا تتوفر لدينا معلومات حول تلقي اي بنك اسلامي منفعة مادية ما نتيجة للقيام بهذه المهمة. ونلاحظ ان فكرة هذا النوع من البنوك تتطابق تماما مع مفهوم بيير برودهوم الموضّح سابقا.
في أعوام السبعينات شاعت في منطقة الخليج العربي الفارسي بقوة ظاهرة البنوك الاسلامية على اثر الذروة المالية التي تحققت هناك مما تتطلب تاسيس بنك دبي الاسلامي عام 1975. اما اليوم فقد تم تعميم هذه البنوك في العالم الاسلامي باسره وفي بعض البلدان الغربية التي تحتضن ملايين المسلمين، وصولا الى 256 بنكا اسلاميا في كل العالم، برصيد يبلغ 262 مليار دولار امريكي. ان هذه البنوك تستثمر رؤوس اموالها المالية في الانتاج المادي الحلال.
(وتفيد آخر الإحصائيات المنشورة في 4 سبتمبر 2005 (الموقع الالكتروني لصحيفة دنيا الوطن الفلسطينية) أن العالم يشهد اليوم انتشاراً كبيراً للبنوك الاسلامية في القارات الخمس لتصبح 280 بنكاً اسلامياً في 48 دولة تصل ودائعها الى نحو 400 مليار دولار بالاضافة الى 300 بنك تقليدي انشأت فروعاً اسلامية او منتجات اسلامية، كما ان النظام المالي الاسلامي حقق تقدماً بشكل غير مسبوق وارتفع أداء البنوك الاسلامية، ونسمع كل يوم عن انشاء بنوك اسلامية جديدة وعن بنوك تقليدية تحولت او تتحول الى مصارف اسلامية. كما ازدادت المؤسسات المالية الاسلامية وصناديق الاستثمار التي وصل عددها الى 400 صندوق منتشرة في العالم)
وفي عام 1978 انشأت منظمة المؤتمر الاسلامي "الاتحاد الدولي للبنوك الاسلامية" بغية اهداف من بينها تمتين وتعميق العلاقات بين المؤسسات المالية الاسلامية على اساس الالتزام بالشريعة الاسلامية؛ تقديم المساعدة لتطوير الايدي العاملة؛ التبرع بالاستشارة التقنية في مجال العمليات المصرفية الاسلامية؛ تولّي التمثيل والوساطة والتحكيم بين البنوك الاسلامية؛ وتولّي تمثيل المصالح المشتركة للبنوك الاسلامية على الصعيدين المحلي والدولي على حد سواء.
ان المنفعة التي تتمخض عن نشاط هذه البنوك تتمثل في انها تقدم راسمال جاهز وميسّر، دون فوائد مئوية، يتم توظيفه (استثماره) في الاقتصاد الحقيقي (المادي) دون ان تترتب عليه مراكمة ديون خارجية، ودون اشتراطات سياسية. هذا الواقع لا يعني ان البنوك الاسلامية لا تحصل على ارباح وتراكم راسمال، بل انها تحصل عليها من عملية الانتاج والتجارة (التسويق) والاستثمار (الانفاق)...الخ لكنها لا تحصل على ذلك ابدا من اي نشاط في الاقتصاد الافتراضي (المضاربة المالية) وهي ممارسة محرمة تماما لاسباب تتعلق بالمعتقدات الايمانية الاسلامية ( النقود في حد ذاتها ليس لها قيمة وعليه لا يجوز ان تولد نقود).
في عام 1972 انشيء "الاتحاد الاسلامي لمالكي البواخر" (لشحن المسافرين والبضائع) بهدف التعاون والتنسيق والتكامل في هذا القطاع الاقتصادي المهم بالنسبة للعالم الاسلامي.
وكذلك في عم 1979 انشات منظمة المؤتمر الاسلامي " الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة" بغية الدفع بتطوير كلا القطاعين الاساسيين في الاقتصاد؛ حماية المصالح الاقتصادية والعمليات التجارية والمشاريع المشتركة للدول الاعضاء ...الخ.
وأسست منظمة المؤتمر الإسلامي أربعة هيئات أخرى في مختلف قطاعات العلاقات بين أعضائها، فيما تريده ان يكون مشروع تكامل اسلامي.
5 ـ منظمة المؤتمر الإسلامي.
منظمة دولية تأسست في 25 سبتمبر 1969 في الرباط، المغرب، خلال القمة الاولى لقادة دول العالم الاسلامي.
تقوم بتعبئة مواردها ومضافرة جهودها في الدفاع عن مصالحها وضمان رفاهية وتقدم شعوبها وكافة المسلمين في العالم. من بين اهدافها:
· التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء.
· التعاون بين الدول الاعضاء في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية.
تضم المنظمة 57 دولة عضوا موزعين جغرافيا على النحو التالي:
· افريقيا ..................27.
· آسيا ..................27.
· امريكا اللاتينية ................. 2.
· أوروبا .................. 1.
كما تضم ايضا عددا من المراقبين:
الدّول:
· جمهورية البوسنة والهرسك (1994).
· جمهورية افريقيا الوسطى (1997).
· مملكة تايلند (1998).
جماعات اسلامية:
· الطائفة التركية المسلمة في قبرص (1997).
· جبهة مورو للتحرير الوطني ـ الفلبين. (1997).
منظمات اقليمية ودولية:
· منظمة الامم المتحدة ..................... (1976).
· حركة بلدان عدم الانحياز................ (1977).
· جامعة الدول العربية...................... (1975).
· منظمة الوحدة الافريقية................. (1977).
· منظمة التعاون الاقتصادي.............. (1995).
بموازاة منظمة المؤتمر الاسلامي توجد شبكة واسعة من الحركات الاجتماعية والجمعيات الخيرية وغيرها من المنظمات غير الحكومية ذات الطابع الاسلامين تعتني بشؤون اقتصادية ـ اسلامية وتعمل داخل البلدان الاسلامية وبينها وفي بلدان غير اسلامية حيث توجد جاليات اسلامية. وعلى الرغم من ان الدور الاساسي لتلك الحركات هو دور دعاوي تبشيري الا انها تلعب دورا اقتصاديا ـ اجتماعيا ذا اهمية معينة، وخاصة في البلدان التي تمتلك موارد مادية قليلة، من خلال التبرعات المالية والمادية،والاستثمارات الانتاجية الحلال، واصلاح وتاهيل الموارد البشرية...الخ.
الموارد المالية لهذه الحركات تاتي من الزكاة، والتبرعات الخاصة واعمال الاحسان وحتى اعتمادات حكومية من العالم الاسلامي.
الإسهامات المالية عبر هذه الوسيلة، لا سيما في البلدان الاسلامية الفقيرة، تنخرط في الاقتصاد الداخلي وتحلّ مشاكل تتعلق بالبطالة والانتاج والتوزيع، الى جانب برامج الدولة فيها، وفي بعض الحالات تسدل القناع على الوضع الحقيقي لاقتصاد تلك البلدان من خلال خلخلة مؤشرات الحساب الاقتصادي. المبالغ المالية والتبرعات المادية (العينية) تخصص للقطاعات المستضعفة في تلك المجتمعات،عبر طريقين: الاولى من خلال تسهيل وتوفير اموال ميسّرة دون فوائد ، والثانية من خلال الارباح التي تدرها تلك الموارد والتي تبقى ومعها راس المال الاساسي في البلد المعني (لا تعود الأموال إلى بلد المنشأ).
موضوعيا، تعرقل هذه السلوكيات الاستقطاب الاجتماعي القائم وتمهد لمستوى معين من الحاكمية (الحوكمة على راي البعض) على المجتمع المدني.
غير انه اذا ما قمنا بتحليل بعض جوانب الوضع الاقتصادي ـ الاجتماعي الحقيقي في العالم الاسلامي بمجمله، لوجدنا، على الرغم من كلّ ما اسلفنا، اختلالا واضحا، وانعداما للانسجام بين النظرية الاقتصادية الاسلامية وتطبيقها في مختلف البلدان. يوجد نوع من الطلاق بين الفذلكة السياسية ـ الاسلامية لدى بعض الحكومات والممارسات الاقتصادية ـ الاجتماعية في تلك البلدان.
العالم الإسلامي الراهن. معطيات هامة لعام 2003.
· المساحة............................. 32 مليون كم2.
· الاراضي الزراعية................. 11.3%.
· عدد السكان......................... 1,361,441,883 نسمة.
· المنتوج الداخلي الاجمالي............ 3.483 مليون مليون دولار.
· النفقات العسكرية..................... 72 مليار دولار.
· اسهام الزراعة في المنتوج الداخلي الاجمالي.......24%.
· اسهام الصناعة في المنتوج الداخلي الاجمالي...... 30%.
· اسهام الحدمات في المنتوج الداخلي الاجمالي...... 46%.
· السكان النشطين اقتصاديا............ 395 مليون.
· السكان تحت خط الفقر ............... 37%.
· التضخم...........................................14%.
· البطالة............................................ 19.2%.
· الواردات.........................................431 مليار دولار.
· الصادرات........................................358 مليار دولار[/size]