المعلم....حقوق وواجبات

مشرف عدد الرسائل : 2822 تاريخ التسجيل : 23/12/2007

المعلم .. حقوق وواجبات

- ماجد بن جعفر الغامدي - 15/03/1429هـ
أظهرت دراسة عربية حديثة صدرت أخيرا عن "صورة المعلم في وسائل الإعلام " للباحث الدكتور عاطف عدلي أن : مهنة المعلم جاءت في المركز الثاني بين المهن التي ظهرت في صورة سلبية في وسائل الإعلام ، وذلك بعد أن احتل الشرطي المركز الأول في السلبية بين المهن الأخرى .
وأوضحت الدراسة العلمية أنه على الرغم من حاجة المجتمع إلى المعلم إلا أن الإعلام قدّمه في صورة سلبية لا تتناسب مع أهميته, حيث ظهر المعلم بسمات سلبية منها :
عدم اهتمامه بمظهره, غير أمين, يسعى جاهداً لإعطاء الدروس الخصوصية, بسيط, من السهل التلاعب به والضحك عليه.
هذه الدراسة تقودنا إلى عدد من التساؤلات، ومنها: ما حقوق المعلم وما واجباته لدينا، مشكلتنا أن النظام لا يحمي المعلم أحيانا، فعندما تحدث مشكلة لمعلم مع طالب وتجرأ الطالب على مد يده تجاه معلمه، فمن وجهة نظر نظامية لا يحق له الدفاع عن نفسه حتى يسقط أرضاً، وهذه مشكلة في حد ذاتها.
عندما ننظر إلى حال المعلمين والمعلمات لدينا ننظر كيف أن لهم حقوقا يجب أن تؤدى إليهم، قبل أن نطالبهم بما عليهم من واجبات، فالكل يعلم أن الذين تعينوا من عام 1421هـ وإلى الآن لم يحصلوا على مستوياتهم الوظيفية التي يستحقونها، إضافة إلى عدم وجود تأمين صحي لديهم أو ناد رياضي أو أنظمة تساعدهم على القيام بأعباء الحياة مثل امتلاك منزل أو شراء أثاث أو غيره، بل وجد القطاع الخاص في هؤلاء المعلمين صيدا ثمينا وقدم لهم بعض تسهيلات لا تعدو كونها مزيدا من الديون والأعباء التي تضاف إلى كواهلهم، حتى بطاقة المعلم التي نراها اليوم وبشكلها الحالي لا تخدم المعلم البتة، بل إن البعض قد يخجل من تقديمها. فالمستشفى يكاد يكون معدوما وليس هناك أي ميزة للمعلمين، كما أن المعلم لا يجد بعض الأجهزة التي تساعده على شرح الدروس ويضطر البعض إلى شرائها على حسابه.
وهناك نقطة جوهرية يجب أن نلتفت إليها، وهي مشكلة التعاميم التي تصدر بين الفينة والأخرى والمعلم لا حول له ولا قوة فيها، فلا رأيه يؤخذ فيها قبل إصدارها ولا حتى يستأنس برأيه فيها، وليت الحال يستمر على تعميم واحد يتم تطبيقه بل يصدر تعميما آخر خلال فترة وجيزة ليلغي التعميم الأول، لندخل في دوامة جديدة وهي تناقض التعاميم وتضاربها، وما تمديد الدراسة للصفوف الأولية إلا خير دليل على ذلك، فهل يعقل أن يظل معلم الصفوف الأولية مع طلابه والمراحل المتقدمة من طلاب المتوسطة والثانوية خارج مدارسهم، مما يعرض الطلاب لخطر التفحيط والخطف - لا سمح الله - وإن كان المستهدف المعلم والنيل من إجازته فما ذنب هؤلاء الصغار؟!
سمعنا كثيرا عن المطالبة بإنشاء جمعية للمعلمين السعوديين، ولا نعلم ماذا تم في هذا الأمر، فوجود هذه الجمعية الآن أصبح ضروريا وملحا ويجب أن ترى النور، وقد يظن البعض أن إنشاء هذه الجمعية قد يزيد من تعالي أصوات المعلمين للمطالبة بحقوقهم دون غيرها، وعلى العكس فهذه الجمعية ستساعد التربويين على الالتقاء وتبادل الخبرات فيما بينهم وخروج العديد من الآراء المقترحة والمفيدة - بإذن الله تعالى.
أما ما على المعلم من واجبات فعليه الكثير والكثير لأنه الرجل الذي تقوم عليه نهضة الأمم وتقدمها، نذكر منها ضرورة إتقانه مادته العلمية بشكل مجود، استخدام مختلف طرائق التدريس وعدم الاعتماد على طريقة معينة، القراءة والاطلاع والإمساك من كل علم بطرف، عدم استخدامه عقوبة الضرب في غير مكانها، أن يكون مريبا قبل أن يكون معلما.

mmjaafr@hotmail.com