السياسة تمارس تأثيراً مهماً ومباشراً على مستوى وهيكل الإنتاج والدخول عن طريق تغيير السياسة الأنفاقية والسياسة الضريبية للحكومة.
ويتضح أثر السياسة الضريبية للحكومة بشكل واضح في توزيع الدخل القومي عن طريق إعادتها توزيع هذا الدخل، فالضرائب المباشرة مثلاً تؤدي إلى تخفيض الدخل لصالح أصحاب الدخول النقدية الثابتة في حين يؤدي قيام الحكومة بفرض الضرائب غير المباشرة إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي إعادة توزيع الدخل لصالح أصحاب الدخول النقدية المتغيرة وهكذا يتضح ان السياسة الضريبية للحكومة تؤثر في الدخول المتاحة للإنفاق بالنسبة للأفراد كما تغيرت أوعية ونسب الضرائب الحكومية.
ويمكن للسياسة الايرادية أو الأنفاقية أو كليهما ان تؤثرا في مستوى الدخل القومي وحجمه عن طريق تأثيرهما في الطلب الفعلي وذلك من حيث طلب الحكومة على السلع والخدمات الاستهلاكية والاستثمارية الهادفة لتحقيق الاستقرار بالوصول إلى حجم من الدخل القومي في مستوى الاستخدام الشامل سعياً لتحقيق ذلك عن طريق زيادة حجم النفقات الحكومية مقارنة بحجم الإيرادات الحكومية في حالة الكساد واتباع سياسة مالية معاكسة في حالة التضخم فعندما يكون مستوى الدخل القومي أقل من مستوى الاستخدام الكامل فإنه يمكن الاتجاه بالطلب الفعلي إلى نقطة أعلى عن طريق النفقات العامة وذلك من خلال زيادة طلب الحكومة على السلع والخدمات الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب على عناصر الإنتاج مما يزيد معه مستوى الدخل القومي وهكذا. وعن طريق أثر المضاعف وأثر المعجل يمكن للدولة ان تؤثر في مستوى الدخل القومي ارتفاعاً أو انخفاضاً حسب حالة النشاط الاقتصادي لذا فإن التأثير الكلي للسياسة المالية على مستوى الدخل القومي يتألف من الآثار المباشرة للتغير في حجم الأنفاق الحكومي وفي حجم الإيرادات الحكومية باختلاف مصادرها.
وبالإضافة إلى تأثير السياسة المالية للحكومة على الدخول فإن السياسة المالية للحكومة تستطيع التأثير في حجم الموجودات المتوافرة في المجتمع ويظهر ذلك على وجه التحديد في حالة حدوث عجز أو فائض في الميزانية العامة ففي حالة حدوث عجز الميزانية العامة فإن هذا يعني ان النفقات الحكومية تزيد على الإيرادات العامة وفي حالة عدم توفر فائض سابق لدى الحكومة فأن الأخيرة ستضطر إلى الاقتراض لسد الفجوة الحاصلة بين إيراداتها ونفقاتها مما يؤدي إلى قيامها بإصدار الأوراق المالية كالسندات مثلاً وبيعها إلى الأفراد مما يؤدي إلى زيادة ما بحوزتهم من موجودات مالية وهذا يشكل مصدراً من مصادر توفير موارد مالية بالنسبة للحكومة، أما في حالة وجود فائض في الميزانية فإن ذلك يعني انخفاضا ما بحوزة الأفراد الموجودات المالية، نقدية كانت أم غير نقدية، وهكذا فان الحكومة تستطيع التأثير في حجم الموجودات المالية والحقيقية التي يحتفظ بها المجتمع وذلك عن طريق سياسة الاقتراض الحكومية من جهة واستخدام الحكومة لفائض إيراداتها سواء من الضرائب أم من أي مصدر آخر من جهة أخرى.
وتمارس السياسة المالية بأداتيها الانفاقية والايرادية تأثيراً مهماً على إعادة توزيع الإنتاج إذ ان للنفقات العامة تأثيراً كبيراً في تحويل عناصر الإنتاج من نشاط إلى آخر فزيادة الأنفاق على بعض الأنشطة الاقتصادية يؤدي إلى زيادة إرباحها ويتجه المستثمرون نحوها ويحدث الأثر نفسه في حالة اتخاذ النفقات العامة شكل إعانات إلى المشاريع التي ترغب الدولة في تطويرها عن طريق خفض تكاليفها وتشجيع رأس المال الخاص للاستثمار فيها، فالسياسة المالية الحكومية تلعب دوراً مهما في التعجيل بعملية التنمية عن طريق توجيه أدواتها المختلفة نحو الأنشطة التي تساعد على تطوير الاقتصاد والنهوض به وبعملها هذا تترك آثاراً مختلفة في عموم الاقتصاد سواء تعلق الأمر بالدخول (الدخول الفردية المتاحة ومستوى الدخل القومي) أو بالإنتاج أو بحجم الموجودات المالية والحقيقة المتوفرة في المجتمع والتي تتعلق أساساً بوضع الميزانية العامة للحكومة من حيث وجود عجز وفائض فيهما. وبالإضافة إلى آثار السياسة المالية ألا وهي الآثار النقدية للسياسة المالية.