إن ما تعيشه الجزائر هذه الأيام من حملة إعلامية و صخب كبير حول قضية مجمع الخليفة و بصفة خاصة بنك الخليفة و المخالفات التي ارتكبت و التجاوزات التي اكتشفت و بصفتنا من الموظفين الذي ينتمون إلى هذه المهنة النبيلة , يتركنا نتساءل هل الجزائر في عهد الخليفة بنك كانت تعيش في العدم , إنه أمر يندى له الجبين , هل القوانين التي تسيير المؤسسات المالية في ذلك الوقت كانت لم تشرع بعد؟ هل آليات المراقبة كانت منعدمة ؟ إن ما وقع من تجاوزات في عصر الخليفة ذنب لا يغتفر لا للمتهم نفسه بل لكل من كان يؤطر حصر النشاط المصرفي لا بد أن نعود إلى عقولنا أيها الإخوة إن ما حدث من نهب لأموال الشعب و العجب العجاب أن يطرح هذا الحدث للشعب الجزائري بمثابة فيلم كرتون .
خاصة لما نسمع أن من الإطارات و الكوادر التي تثير بأبواقها و هي تعيش بالخارج و تتفوه بملء فيها أنها ترفض المثول أمام العدالة لأن العدالة الجزائرية مشكوك في نزاهتها , لماذا قبلتم أيها الريع أن تتحملوا مسئولية أدارة وزارات و هيئات عليها في بلد تعتقدون أنه لا يتمتع بنزاهة عدالته .
لا بد أن تتغير الأمور هذا دليل أن الجزائر كانت مسيرة من أشخاص لا علاقة لهم بهذا الوطن و لا بشعبه بل همهم نهب خيراته فقط .
إن الذي حدث هو نهب أموال هذا الشعب و هي جريمة اقتصادية و لا يمكن السكوت عليها و ليست هناك قضية الخليفة فقط بل هناك بنوك عمومية أخرى تم من خلالها تبديد و تهريب أموال هذا الشعب الذي أصبح ألعوبة بين أيدي مجرمين و مصاصي دماء و إلا كيف نسمي تهريب الآلاف من المليارات من الأموال العامة .
حان الأوان لهذا الشعب أن يفيق من سباته و لكن كيف ؟إن فكرة النظام الراشد الذي طرحه النظام الحاكم لجدير بتغير الذهنيات و البداية تكون من المؤسسات الفعالة التي تدير شؤون هذه الدولة فإما أن نجسد دولة قوية بمؤسساتها مبنية على هيئات تزكى من طرف الشعب بداية من المجالس البلدية إلى البرلمان إلى مجلس الشيوخ و تزويدها بسلطة الرقابة و التمثيل الشرعي و إما نصلي صلاة الجنازة على الجمهورية و شعاراتها البراقة.
يبدوا جليا أن كل الهيئات الكبرى في هذا البلد مريضة بداء اسمه اللامبالاة و اللامسئولية من الهيئات التنفيذية مرورا بالهياءات التشريعية الى النخب التمثيلية ماذا يجب فعله للخروج من هذا النفق المظلم.
لا بد من ثورة فكرية تشعل لهيبا في ذهنيات التخلف لتركب ذهنيات الرشاد .فلا يمكن أن نحقق حكما راشدا بذهنيات متخلفة متقهقرة بذهنيات مستعمرة غير متحررة بذهنيات جامدة لا نجد في قاموسها الريادة و السؤدد و في جميع الميادين .هذه كلمات و نفحات أزفها الى كل من له قلب و ألقى السمع و هو شهيد لا خيار لنا الا ثورة فكرية تغير نمطنا المعيشي فهل يعقل لشعب المليون و نصف شهيد أن يعيش في هذه النكسة دون رجوع الى الجادة لا سبيل لنا الا أن نحرك صلب هذا الشعب ليتحرك و إلا بربكم قولوا لي هل نستبدل الشعب الجزائري بالشعب السويدي لنحقق الرخاء و العدل في هذا الوطن المفدى أم نأتي بنخبة من البيت الأبيض لتدير أموره و تسوسه بالحديد و النار لتنهب خيراته و أمواله أو نترك الأمر على ما هو عليه فوضى و لا مبالاة و تدني في القيم و السلوك و الأخلاق أم نفعل كما فعل أسلافنا , كم تعجبني كلمة الشهيد بن مهيدي رحمه الله لما قال ألقوا بالثورة الى الشعب يتبناها الشعب و بالفعل كانت المعجزة و تحقق الحلم في وقت زمني قياسي مدته سبع سنوات لم يتم تحقيقه في حقبة من الزمن قدرت بقرن إنها العزيمة و الرغبة في التغير فمن هذا المنبر الحر أدعوا جميع الجزائريات و الجزائريين أن ينفضوا الغبار على أنفسهم و أن يشمروا على سواعد الجد أطباء مهندسين أساتذة و عسكريين رؤساء و مرؤوسين أن يرفعوا لواء الريادة في الحصر الحضاري و نأخذ عهدا على أنفسنا أن لا مكان للخيانة و لا للرذالة و لا للانهزام في الجزائر الغد .
