«إن البنوك تحقق أرباحاً ضخمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا سيما في السعودية، حيث تكاليف التمويل منخفضة، ولكن في المملكة المتحدة هناك صعوبة أكبر في تحقيق الربح في ظل ظروف السوق الحالية.
مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مصرف الراجحي في السعودية يعد من أكبر بنوك التجزئة الاسلامية في العالم.
كما أن نطاق خدماته وقنوات تقديمها تضاهي أفضل ما يمكن أن تقدمه المصارف الغربية، فضلاً عن أن المصارف الإسلامية في دول الخليج وماليزيا تقدم منتجات جذابة وتمتلك قاعدة متزايدة من العملاء».
وشدد ويلسون على أن الوقت الراهن مناسب جداً للمستثمرين الغربيين والآسيويين للاقتناع بأن التمويل الإسلامي هو المكان المناسب الذي يستثمرون فيه أموالهم؛ حيث لم تجمد البنوك الإسلامية أية حساب ويمكن للعملاء أن يكونوا مطمئنين على أن ودائعهم في أيدٍ أمينة.
وفيما يتعلق بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المصرفية الإسلامية، أوضح الخبير البريطاني أن الأزمة سوف يكون لها تأثير سلبي على المدى القصير، ولكنها تتيح أيضا فرصة للمتخصصين في التمويل الإسلامي للإدلاء بدلوهم في مسألة إصلاح النظام المالي العالمي.
وأضاف الخبير أن القوانين الإسلامية يمكن أن تساعد الاقتصاديات في هذه الأزمة،
فمجلس الخدمات المالية الإسلامية في كوالالمبور أصدر العديد من الإيضاحات المفيدة حول تنظيم المؤسسات المالية الإسلامية ويجري العمل حالياً على وضع غيرها، على أمل أن يكون هناك مجال كبير للتمويل الإسلامي للإسهام بمرئياته في مقررات اتفاقية «بازل 3» فيما يتعلق بتنظيم البنوك وإدارة المخاطر.
كما أن التمويل الإسلامي يشتمل على المشاركة في المخاطر، بحيث يتحمل الأطراف أعباء بعضهم البعض، وليس مجرد تحويل المخاطر إلى الأطراف الأخرى التي يتم غالباً استغلالها في النظام المالي الغربي.
وبخصوص مستقبل المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي وما يواجههما من فرص وتحديات، أفاد ويلسون «هناك العديد من الفرص إذا أخذنا في اعتبارنا الثراء المتزايد الذي تشهده الدول والمجتمعات الإسلامية. أما التحديات فتشمل كيفية تحسين أنظمة حوكمة الشريعة وكيفية تصميم منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء مع موافقتها لأحكام الشريعة الإسلامية في الوقت ذاته».
واستطرد ويلسون «إن المصرفية الإسلامية وجدت لتبقى، وهي تعتبر فرصة وليس تهديدا، كما أن في انتظارها مستقبل مثير، غير أن الفجوات تظل قائمة.
فعلى سبيل المثال، ليس ثمة بنك إسلامي في إسرائيل يقدم خدماته للمسلمين هناك، مع أنه بالإمكان أن يخلق قدراً كبيراً من الشهرة إذا ما رخص البنك المركزي الإسرائيلي مثل هذا الكيان».
ويضيف الخبير والمؤلف البريطاني أنه ربما يشجع أيضا وجود بنك إسلامي في إسرائيل السكان اليهود الذين يعيشون هناك على التساؤل عما إذا كانت العمليات التي تقوم بها مصارفهم متوافقة مع التعاليم الدينية الواردة في سفر اللاويين وسفر التثنية.
واختتم حديثه الخاص أنه في نهاية المطاف تعنى المصرفية الإسلامية والتمويل الإسلامي بظهور شكل إسلامي متميز من أشكال الرأسمالية التي يمكن أن تتعايش وتتفاعل مع الرأسمالية الغربية، أو الصينية، أو الروسية، أو أية رأسمالية أخرى. لذا ينبغي الترحيب بمثل هذا النمو وتسهيله، وليس إعاقته أو قمعه.
المصدر المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية