ch.ch مشرف
عدد الرسائل : 2822 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
| موضوع: ما بعد الشراكة السياسية!! الخميس 27 مارس - 23:41 | |
| ما بعد الشراكة السياسية!! قلم: سمبح شبيب وفقاً لما نشر في الصحف صباح أمس، يمكن القول بأن الاتفاق على تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية قد تم، كما تم الاتفاق على برنامجها التفصيلي. لعله من نافلة القول، بأن ما تم جاء تطبيقاً اميناً ودقيقاً لاتفاق مكة، وبالتالي يكون النظام السياسي الفلسطيني، برمته، دخل حيز مرحلة جديدة، مختلفة بملامحها السياسية والتنظيمية، عما جرى تداوله والتعامل به منذ العام 1969. هنالك قطبان مركزيان باتا يتحكمان بالدفة الرئيسية لمسار السفينة الفلسطينية، وهنالك توافق على مجريات الامور، فيما يتعلق بهذا التحكم. من الصعب تخيل دقائق هذا التوافق ومجرياته، لكن يمكن تخيل صعوبة وقوف شخصين مختلفين في الرؤى والبرامج والأمزجة وراء دفة واحدة، رغماً عن الحاجة الماسة لهذا الوقوف، وبالتالي يمكن القول، بأن توافقاً كهذا سيكون قابلاً في المستقبل للاهتزاز، عند بروز المصاعب وتعمق اختلاف الرؤى والاجتهادات. سيكون عند كل طرف من الاسباب ما يدعو للقول، بأن هذه التجربة، كانت تجربة عابرة وخاطئة وغير ممكنة الاستمرار والتواصل، وسيكون لتلك الاقوال جمهورها العريض في هذا القطب أو ذاك. من جانب آخر، ووفقاً لصيغة البرنامج السياسي الحكومي، ووفقاً لتشكيلة الحكومة الائتلافية، يمكن القول، ايضاً، ومن منظور آخر، بأن هذا التوافق، وفي ظل السياسة الاسرائيلية، المتنكرة، للحقوق الوطنية الفلسطينية، وعدم الاعتراف، بطرف فلسطيني سياسي مفاوض، سواء أكان هذا الطرف هو الرئاسة أم الحكومة، فإن هذا البرنامج الحكومي، يمكن تعميقه وتفصيله، وبلورة نقاطه مستقبلاً، وصولاً لما يمكن تسميته بالبرنامج السياسي الواضح والقادر على خلق حالة سياسية جديدة.... تأسيساً على ذلك، فإن الوصول الى هذا البرنامج الجديد، سيقتضي حكماً تحولات سياسية وتنظيمية داخل القطبين المركزيين، "فتح" و"حماس"، الامر الذي سينعكس على مجمل الاحوال الفلسطينية. فيما يتعلق بحركة حماس، وفي ظل الشراكة السياسية، واشتراطات ذلك عملياً وميدانياً، ستغدو حركة تتعاطى بما كانت تعتبره محرمات، ولعل ما ورد في كلمة الظواهري قبل ايام، وردود حماس عليه، من شأنها ان تكشف مدى اختلاف الرؤى داخل الصف الاسلامي نفسه، تلك الاختلافات التي ستلقي بظلالها على الحالة التنظيمية داخل حماس. ما ورد في كلمة الظواهري، كان بمثابة تحريض قواعد حماس على قيادتها، واعتبار الشراكة السياسية، بمثابة التشبث بكراسي الوزارة، مقابل بيع فلسطين التاريخية. اضافة للاجتهادات الايديولوجية، وتطبيقاتها السياسية داخل حماس، ستكون هنالك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على هذه الحركة، التي ستخرج من عزلتها التاريخية، الى رحاب العمل الوطني المشترك، ومشاركة الآخرين من شيوعيين وقوميين ووطنيين وغيرهم!!!. اما فيما يتعلق بحركة فتح، فهي تعيش، باعترافها اولاً، ازمة متشعبة وعميقة لا يمكن حسمها الا عبر مؤتمر عام، قد يترتب على عقده، نوع من الفرز الداخلي، يطال مراتبها التنظيمية كافة، ولعله بات واضحاً، وبعد زهاء عامين من محاولة الاعداد لعقد هذا المؤتمر، عدم جدوى الوسائل التنظيمية القديمة، التي كانت صالحة في المؤتمرات الاربعة الاخيرة. اضافة الى ذلك، فقد برز مستجد مفصلي وتاريخي في حياة ومسيرة "فتح"، فهي لأول مرة في حياتها، تغدو بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة، في المعارضة بعد ان فقدت السلطة، ولم تعد بالتالي الحزب الحاكم، القادر على جمع الاكثرية حوله. هناك تحولات عميقة داخل "فتح" لكنها لا تزال تدور في الاطار الفتحاوي العريض، ولعل ما جمد تلك الخلافات للوصول الى خارج هذا الاطار، وجود حماس، كمهدد رئيسي لوجودها واستمرارها. لكن الشراكة السياسية في اطار حكومة الوحدة الوطنية، سيسحب هذا المعطى من ساحة فتح، خاصة فيما اذا تمكن هذا الاطار من التواصل والاستمرار، وصولاً إلى برنامج سياسي موحد. ستكون رزمة من التساؤلات المصيرية امام قيادتي فتح وحماس، ولعل في الحراك الخاص، بمحاولة الاجابة عنها، ستتعمق خطوط التحولات داخل القطبين المركزيين، وفي احوال الساحة السياسية الفلسطينية برمتها.* كاتب وباحث فلسطيني يقيم في مدينة رام الله. | |
|