ندوة «الوقف والعولمة» علي جمعة: الوقت أداة وأسلوب يجب ربطه بأصول الفقه الحضاري
أكد مفتي الديار المصرية د. علي جمعة ان العولمة حالة نعيشها هذه الايام قد تستغل في الشر كما تستغل في الخير واذا استغلت في الشر فسوف يسيطر المسيطرون على مقدرات البشر ما يمثل نوعا جديدا من الاستعمار اما اذا استغلت في شيوع الخير والبحث عن العرف والتعاون الذي يجب ان يعبر المحيطات والخيرات وتبنى على حب الله وحب الجار وهو من أسس الإسلام والوقف يعد أحد ادوات استخدام العولمة في نشر الخير.
الوقف والأصول
وأضاف خلال حديثه في الندوة الرئيسية الأولى لندوة الوقف والعولمة بعنوان «الوقف وأصول الفقه الحضاري» ان الوقف والعولمة أصبحا في التنمية من المسلمات التي يجب أن نتحدث فيها وندفع بها دفعا في طريق الحياة وعمارة الدنيا وعلم اصول الفقه الحضاري الذي هو منهج المسلمين للفهم والذي نشأ بعد ان تكون عقلهم وتربى على اصول الفقه بعد أن اصبح العمران جزءا لا يتجزأ من هذه الحياة الدنيا وتكليف الانسان فالوقف عبادة وتقريب لله واخراج جزء من الملك لله فهو تزكية وهو يشارك في العملية الحضارية فهو يحقق بذلك المقاصد الثلاث لخلق الله للانسان وهي العبادة وعمارة الأرض كما حددها الفقه.
صور للوقف
وبيّن جمعة عددا من الصور المتعلقة بقضية الوقف قائلا: ان علم أصول الفقه الحضاري قد حدد الحجية التي يقوم عليها وهو الكتاب والسنة وهذه هي المظلة التي يجب ان تقوم عليها الأوقاف ولابد ان يكون الوقف مرنا بداعي علم الالحاق الذي هو أحد الأسس الأساسية وعلم اصول الفقه الحضاري وهذه المرونة التي تراعي الزمان والافراد والمكان والاحوال فتغير الاهداف ينظر في المتغيرات دون تغيير الاصول وهذه الامور يجب ان توضع في الاعتبار عند كتابة دستور وقوانين الوقف حتى تتمكن الاوقاف من الاستمرار لا التوقف كما قال احد المشتغلين بالوقف ان هناك اوقافا استمرت أكثر من 300 عام ولكن هناك ما استمر فوق ألف عام حسب عمق الدراسة ودرجة الفهم في أصول الفهم الشرعي.
المصدر:جريدة الوطن الكويتية، الثلاثاء 15/4/2008
