الرحمن الرحيم
الرحمن اسم من الأسماء التي اختُصَّ بها الله عز وجل كلفظ الجلالة.. {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَن}. الرحمن على العرش استوى. وهو لذلك لا يثنى ولا يجمع. والرحمن مشتق من الرحمة على صيغة المبالغة ومعناه: ذو الرحمة الذي لا نظير له.
وقد ذكر الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول:
(قال الله عز وجل أنا الرحمن.. خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته).
والرحيم بمعنى الرحمن إلا أن الرحيم صفة مطلقة يوصف بها الله والإنسان، أما الرحمن فلا يوصف بها إلا الله. ولكن الجمهور على أن الرحمن، وهو على وزن فعلان، لا تقع إلا على مبالغة الفعل، نحو قولك رجل غضبان للممتلئ غضبا.
قال أبو علي الفارسي: الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين، كما قال تعالى:
{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}.
وقال غيره: الرحمن ذو الرحمة بجميع خلقه على اختلاف أجناسهم وأديانهم وألوانهم؛ حيث ينعم عليهم جميعا بالحواس والصحة وسائر النعم العامة. أما الرحيم فخاص بالمؤمنين في هدايتهم واللطف بهم.
الإسلام دين الرحمة:
وليس هناك ما يكشف عن طبيعة الإسلام، وأنه دين السلام والرحمة والرفق أكثر البسملة؛ التي تبدأ بها فاتحة الكتاب، وتبدأ بها كل سورة من سور القرآن؛ حيث لا يصف الله نفسه إلا بالرحمة والإغراق فيها. وليس ذلك إلا تلخيصا لما يتردد بين جوانب السور وآيات القرآن من أن الله هو الغفور ذو الرحمة، وهو التواب الرحيم، وهو أرحم الراحمين، وهو الرؤوف الرحيم، وهو العزيز الرحيم، وهو البر الرحيم، وكتب على نفسه الرحمة.
والقرآن رحمة، ورسول الله قد أرسِل ليكون رحمة:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وأخَصُّ صفات رسول الله أنه
{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128].
فإذا ما تطلع البشر في عصرنا الحديث إلى دين يقوم على الرحمة وسداه ولحمته الرحمة فليس أمامهم سوى الإسلام دينا والله ربا.
وهذه بعض المعلومات رجاء الاستفادة منها
*ورد ذكر { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } مقترنين مع البسملة في القرآن الكريم 119 مرة ومن غير البسملة 5 مرات فقط منها:
{ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } البقرة
*وجاء اسم { الرَّحْمَنُ } منفردا 41 مرة في 40 آية مثل:
{ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } الإسراء
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا } الفرقان: ٦٠
*وجاء اسم { الرَّحِيمِِ } مقترنا باسم { ٱلْبَرُّ } مرة واحدة:
{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } الطور:٢٨
*وجاء الرحيم مقترنا بالتواب { ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } 6 مرات وهي:
{ فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } البقرة: ٣٧
*وقد ورد ذكر { ٱلرَّحِيمُ } مقترنا بـ { ٱلْغَفُورُ } 8 مرات منها:
{ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } الحجر: ٤٩