من المصارف الإسلامية أعلى بكثير من تكلفة الأموال المـأخوذة من البنوك التقليدية .
كما سبق الإشارة من قبل فى مواطن كثيرة أن الفكر الربوى مازال مهيمناً على عقلية معظم أصحاب الأموال ( أصحاب الحسابات الاستثمارية ) وعلى بعض أصحاب الأعمال ( الذين يشغلون الأموال ) الذين يتعاملون مع المصارف الإسلامية ، فيتوقع المستثمر أو يأمل أن تكون أرباح أمواله المستثمرة على الأقل مساوية للفائدة الربوية التي كان من الممكن الحصول عليها لو أنه أودع ماله فى بنك ربوى ، كما يتوقع صاحب المشروع الاستثماري أن لا يدفع للمصرف الإسلامى ( المضارب ) من الأرباح من الناتجة عن نشاط المشروع أكثر من الفائدة الربوية التي كان من الممكن دفعها لو أنه كان قد اقترض المال من بنك ربوى .
وللتغلب على هذا الانتقاد يلزم أن تكون هناك توعية فكرية لهؤلاء وهؤلاء حتى يعيدوا النظر فى حساب العائد الحقيقي للأموال المستثمرة والتكلفة الحقيقية لرأس المال وأن يأخذوا فى الاعتبار العوائد المعنوية الروحية من التعامل الحلال وما يحدث فيه من بركات بسبب تقوى الله والالتزام بشرعه.
سادساً : يقول البعض أن بعض المصارف الإسلامية تتعامل مع عملاء لا قيم ولا أخلاق لهم ، مما يوقعها فى شبكة النصابين ، وأحياناً يقوم بعض العملاء بإدعاء التقوى والورع وحرصهم على التوبة من كبيرة الربا وعدم الرجوع إلى التعامل مع البنوك الربوية مرة أخرى ، استدراراً لعطف المصارف الإسلامية ، ثم بعد ذلك يدخلون فى بعض الأنشطة مع المصرف الإسلامى ثم يبتزون أمواله ويوقعونه فى مخاطر ، ويترتب على ذلك الإساءة إلى سمعته وسمعة القائمين على أمره .
إن هذه الشبهة لها أساس من الصحة ، ولاسيما أن خُلُق وسلوك وعاطفة المسلم أحياناً تؤثر عليه وهذا ما يحدث كثيراً ليس فقط فى مجال المصارف الإسلامية بل فى كل مجال إسلامي ، ويستوجب ذلك أن يكون لدى كل مصرف إسلامي نظام للمعلومات ، وإدارة للتثبت من صحة البيانات التي يقدمها العملاء وتغلب الموضوعية على العاطفة ، بالإضافة إلى هذا يمكن أن تتعاون المصارف الإسلامية سوياً فى إنشاء نظام معلومات عالمي عن العملاء وهذا أصبح ممكناً بعد انتشار شبكات الاتصالات المحلية والعالمية كما يجب عدم التهاون فى الحصول على الضمانات المناسبة الموضوعية .
سابعاً : يقول البعض أن بعض المصارف الإسلامية تأخذ مصاريف على القروض الحسنة التي تعطيها للمحتاجين تقارب أسعار الفائدة ، كما تتفاوت تلك المصاريف تبعاً لقيمة القرض ، وهذا يجر المصرف الإسلامى إلى التورط فى شبهة الربا .
فى هذا المقام يجب التفرقة بين نوعين من مصاريف القرض الحسن هما:
ـ المصاريف الفعلية المباشرة التي أنفقها المصرف على قرض معين بذاته يجب أن المصرف ولقد أجاز الفقهاء المسلمين ذلك .
ـ مصاريف القروض الحسنة غير المباشرة مثل نفقات قسم القرض الحسن وتتضمن الأجور والإيجار والقرطاسية ، ونحو ذلك ، فهذا نوع من المصاريف يلزم أن تحمل على القروض بشرطين هما :
1 ـ أن تؤخذ النفقة مرة واحدة فى بداية القرض ولا تتكرر .
2 ـ أن تكون مبلغاً موحداً على القرض بغض النظر عن قيمته .
ثامناً : من الدراسة ­الميدانية ، يلاحظ البعض أن بعض العاملين فى المصارف الإسلامية يفتقدون إلى القيم الإيمانية والأخلاق الإسلامية والسلوك السوي والكفاءة الفنية والثقافية والشرعية للأعمال المصرفية ، وخصوصاً الذين انتقلوا من البنوك التقليدية الربوية إلى المصارف الإسلامية .
وهذه الشبهة لها أساس من الصحة ، وفى هذا الخصوص نوصى بالآتي :
1 ـ وضع معايير إسلامية دقيقة لاختيار العاملين بالمصارف الإسلامية .
2 ـ الاهتمام بالتدريب المستمر للعاملين بالمصارف الإسلامية .
يتبين من التحليل السابق أن هناك بعض الانتقادات التي توجه إلى المصارف الإسلامية ، ولبعضها أساس من الصحة ، وأخرى مفتراة يمكن الرد عليها ، وهذا كله يمكن تجنبه عن طريق إعادة النظر فى سياسات المصارف الإسلامية والدعوة الواعية وتصويب لأخطاء التي يقع فيها المصرف الإسلامى .
ـ تقويم تجربة المصارف الإسلامية : الإيجابيات والسلبيات
مما لا شك فيه أن هناك إيجابيات عديدة للمصارف الإسلامية من أهمها ما يلي :