هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التمويل الإسلامي
يهتم هذا المنتدى بالدرجة الأولى بعرض مساهمات الباحثين في مختلف مجالات العلوم الاقتصادية، كما يركز على الاقتصاد الإسلامي، و هو موجه للباحثين في الاقتصاد و الطلبة و المبتدئين و الراغبين في التعرف على الاقتصاد و الاقتصاد الإسلامي....مرحباً بالجميع
أستاذ الحديث النبوي وعلومه ومن الأمورالتي أعتاد المسلم أن يفعلها إذا مرض، أو مرض أحد من أهله أن يتصدق على الفقراءوالمساكين، وذلك تقرباً إلى الله ـ عز وجل ـ ورغبة بما عند الله تعالى، فإن الإنسانإذا تصدق لوجه الله تعالى، فإن الله سبحانه يجيب دعوته، ويزيل ما به من البلاء. فعن أبي أمامة ـرضي الله عنه ـ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقيمصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد من العمر)( رواه الطبرانيفي الكبير بإسناد حسن). وعن رافع بن مكيث ـ بوزن عظيم ـ رضي اللهعنه ـ كان ممكن شهد الحديبية ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقةتطفيء الخطيئة، وتقي ميتة السوء)(كتاب الترغيب والترهيب). وعن عمرو بنعوف ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة سوء، ويذهب الله بهاالكبر والفخر)(الترغيب والترهيب). وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الصدقة لتطفيء غضبالرب، وتدفع ميتة السوء)(السلسلة الصحيحة المختصرة للألباني). وفي حديثمعاذ ـ رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم جنة، والصدقةتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)(مشكاة المصابيح للألباني). فهذهالأحاديث الكريمة وغيرها تبين أن الصدقة تبعد عن الإنسان غضب الله تعالى، فإذا زالالغضب حلت رحمة الله تعالى بالعبد، وإذا كانت الصدقة تطفئ الخطيئة، وتزيلها منصحيفة العبد، فلا يبقى الإ طاعته وعبادته، فيرحمه الله تعالى، ويزيل عنه برحمتهوكرمة وفضله ما حل بالإنسان من مرض، أو بلاء، أو مشقة، فالصدقة باب لذلك وسبب له. وقد ذكر الإمامالمنذري في كتاب الترغيب والترهيب. هاتين الحكايتين: ـ قال: ( عن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعتابن المبارك، وسأله رجل: يا أبا عبد الرحمن. قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقدعالجت بأنوع العلاج، وسألت الأطباء، فلم انتفع به. قال: اذهب، فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء،فأحفر هناك بئراً، فإني أرجو أن تنبع هناك عين، ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل،فبرأ)(رواه البيهقي). وقال البيهقي: وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله ـ رحمه الله: فإنه قُرح وجهه،وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب، وبقي فيه قريباً من سنة، فسأل الأستاذ الإمامأبا عثمان الصابوني أن يدعوّ له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناسالتأمين، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلىبيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسولالله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها: قولي لأبي عبد الله يوسع الماء علىالمسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم، فأمر بسقاية بنيت على باب داره، وحين فرغوا منبنائها، أمر بصب الماء فيها، وطرح الجَمد ـ أي الثلج ـ في الماء، وأخذ الناس فيالشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ماكان عليه وعاش بعد ذلك سنيناً) [الترغيب والترهيب 2/ 74ـ 75]. فعند ما جعل هذانالماء صدقة لوجه الله تعالى بُرِئا مما فيها من القروح رغم عجز الأطباء في زمنهماعن معالجتهما، وأظن ليس منا أحد إلا ويعلم أن رجلاً أو رجالاً شفاهم الله تعالى مماهم فيه من الأمراض والأسقام بسبب صدقة تقدم للفقراء والمساكين، فهذا سبيل من سبلالشفاء على المسلم أن يسلكه إذا نابه شيء من البلاء عافانا الله وإياكم. فرسول الله صلىالله عليه وسلم وهو من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين يدلنا على سبل الشفاء، وطريقهالمتنوعة، فأحياناً يكون بالقرآن الكريم، وتلاوته، وأخرى يكون بدعاء وارد من سنته،وأخرى بالصدقة، وكل ذلك حق وواقع لا مرية فيه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. المصدر: كتاب الإعجاز العلمي في السنة النبوية