وهذا يؤكد أنه من الممكن تحقيق أهداف اقتصادية مهمة من خلال المؤسسات والمنظمات غير الربحية ، وعلى رأس تلك الأهداف قضية إدارة المخاطر ، فحافز الربح يولد المجازفة ، وهو ما يمكن أن يحول إدارة المخاطر إلى عمليات مقامرة بحتة ، لكن الأساليب غير الربحية تتلافى المشكلة منذ الوهلة الأولى لانتفاء عنصر الربح فيها . ويعتبر التأمين التعاوني على رأس الأدوات المالية غير الربحية التي يمكن استخدامها في إدارة المخاطر وهو محل قبول من جميع الفقهاء المعاصرين .
مبدأ التكامل
•مبدأ التكامل يحكم تطوير المنتجات المالية : إنه التكامل بين المصالح الشخصية مع الاعتبارات الموضوعية ، بين تفضيلات الزمن والمخاطرة وبين توليد الثروة الحقيقية .
مبدأ الحِل
•مبدأ الحلّ
هذا المبدأ ينطلق من قاعدة أن الأصل في المعاملات الحل والجواز،إلا إذا خالفت نصا أو قاعدة شرعية .وبناء على هذا فإن قاعدة الحل هي الأساس للابتكار المالي ، لكن بشرط أن يلتزم هذا الابتكار في حدود دائرة الحلال التي لها حدود واسعة ، وأن يبتعد عن دائرة المحظور أو الحرام المحصور في حدود ضيقة مقارنة مع دائرة الحلال الواسعة .
•وفي سياق هذا المبدأ يؤكد الباحث أن أصول المبادلات المالية المحظورة ترجع إلى أحد أمرين؛ إلى الربا ،وإلى الغرر، فالربا يرجع إلى الظلم ، والغرر يرجع إلى الجهل ، وقد جمعها الله عز وجل بقوله : {وحملها الإنسان إنه ظلوما جهولا} (الأحزاب: 72) .
•ومشكلة الفوائد الربوية أنها تفصل بين التمويل وبين التبادل الحقيقي ، ويترتب على هذا أن يكون معدل نمو المديونية منفصلا ومستقلا عن معدل نمو الناتج الحقيقي ، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة المديونية حتى تصل إلى درجة لا يمكن معها الوفاء بهذه الديون المتراكمة .
مبدأ المناسبة
•المراد بالمناسبة هنا تناسب العقد مع الهدف المقصود منه ، بحيث القصد مناسبا وملائما للنتيجة المطلوبة مع الهدف المقصود منه ، وهذا مدلول القاعدة الفقهية ” العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني ” .
نتائج دراسات سابقة
•من خلال استعراض الدراسات السابقة .. فيما يلي بعض الحقائق والنتائج الهامة :
•- ... كثير من المشتقات المالية التي يجري التعامل عليها في أسواق العقود الآجلة والمستقبلية من قبيل الرهان ومن جنس القمار الذي تحرمه جميع الشرائع السماوية ...
•- أن الأسواق المالية قد تحولت إلى نادي عملاق للقمار تستخلص من خلاله الثروة من بين أيدي الآخرين .. وأصبح يروج لهذه المعاملات بأنه علم إدارة المخاطر، ابتكرت أدواته التي قام بتصميمها المهندسون الماليون.
نتائج دراسات سابقة
•- آثر المحترفون المضاربة في المشتقات المالية عن المضاربة في الأدوات التقليدية بحثاً عن مكاسب فورية .. وبذلك نما القطاع الغير منتج ..
•- .. أعلن سوروس في لجنة البنوك الأمريكية عام 1994م صراحة ” إن بعض أدوات المشتقات قد تم تصميمها خصيصاً لتمكين المؤسسات الاستثمارية من المقامرة، ولم يكن بوسع هذه المؤسسات ممارستها قبل السماح لها بذلك“.
•.. ووصف (Alfred Steinherr) المشتقات بأنها وحش المالية المفترس
نتائج الدراسات السابقة
•...وضوح موقف الفقه الإسلامي من هذه العقود الآجلة وعدم مشروعيتها لمخالفتها لأحكام الشريعة الإسلامية.
•- التوصية في عدد من الدراسات بإنشاء سوق إسلامية عالمية للأوراق المالية تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي ورقابة مجمع الفقه الإسلامي.
تحديد التحديات
•بعد عرض مفهوم الهندسة المالية ومعرفة مدى ارتباطها بالمشتقات المالية وتحديد المنظور الإسلامي للهندسة المالية واستعراض نتائج وحقائق من الدراسات السابقة في موضوع الهندسة المالية يرى الباحث من خلال هذه الدراسة الاستعراضية النظرية والتي يأمل أن تكون نواة لعدد من البحوث العلمية التي يتم فيها التركيز على كل أداة من أدوات الهندسة المالية ومعرفة كيفية معالجة هذه العمليات في النظم المحاسبية للشركات وخاصة في مؤسساتنا المالية بالمملكة ومعرفة كيفية الافصاح عن تلك الأدوات وتحري بعدها عن المعاملات الربوية.
•ومن الواضح الحاجة الماسة للمزيد من الأبحاث العلمية من قبل المتخصصين للوصول لهندسة مالية إسلامية ونظم محاسبية معتمدة على معايير مناسبة لها.
•كما أود أن أشير إلى أهمية تضمين الزملاء أعضاء هيئة التدريس لموضوعات الهندسة المالية في محتويات المناهج الأكاديمية إن لم تكن على مستوى مرحلة البكالوريوس فلتكن لطلاب الدراسات العليا.
•
خاتمة
•هذه الورقة كانت محاولة لطرح موضوع الهندسة المالية وتحديد التحديات التي يمكن أن تخلقها للمحاسبة المالية والموضوع تحت الدراسة والبحث أسال الله أن يوفقنا لإكمال البحث مستقبلاً بشكل يرضاه والحمد لله رب العالمين.
وشكراً للجميع