الحقيقة الواضحة هي أنَّ الملك أوفا كان قد اعتنق الإسلام، ما أكَّده ليون، ولكنَّنا لا نعثر على دليلٌ آخر، ولا على أيِّ وثيقة أخرى عَدَا هذه النقود، كما لا نعلم شيئًا عن كيفية إسلامه، ويرجع السَّبب في هذا - كما يقول المؤرِّخون - إلى أنَّ الكنيسة الإنجليزيَّة، قامت بالقضاء على كلِّ الوثائق العائدة لهذا الملك بسبب اعتناقه الإسلام.
هل اعتنق هذا الملك الإسلام وحدَه، أم مع أفراد عائلته ومع مقربِّيه؟
هذا نُبيِّنه الآن من خلال الومضة التاريخيَّة للعائلة الملكية، والذي من المحتمل أنَّ هذا الملك قد يكون قد الْتقى بعض علماء الإسلام عندَ زيارته لمدينة القدس، فآمن بالإسلام واعتنقَه، أو قد يكون قد اتَّصل بالإسلام عن طريق الأندلس، وهذا هو الصحيح؛ لأنَّه كان يرسل من البلاط الملكي الإنجليزي وفدًا من عائلته؛ للتزوُّد والتعلُّم من المدارس الإسلاميَّة في الأندلس، ولعلَّهم أسلموا، ثم نقلوا إسلامهم إلى البلاط الملكي، ثم ملك إنجلترا، وهذه أدقُّ المعلومات لمدى تحوُّل ديانة الملك إلى الإسلام.
وهنا مصدرٌ يقول: أخفى الملك أوفا إسلامه، ثم أعلنه فيما بعدُ من خلال صكِّ النقود، وهناك رواية تقول: إنَّ الملك أوفا تزوَّج بسارة بنت عيسى بن مزاحم من أعيان في الأندلس.
ولكن لنترك الفُسحةَ لبعضِ الباحثين الغربيِّين عن هذه القصة:
http://www.answering - islam.org/Hoaxes/offa.html
الملك أوفا لم يصبحْ مسلمًا؟!
حيث أقامتْ واقترحت بعضُ المصادر الإسلاميَّة الأخرى أنَّ الملك أوفا اعتنق الإسلام، ومن الواضح أنَّ هذه المطالبةَ جذَّابة للمسلمين، وأنَّ من المؤكَّد أن يكون الإنجاز العظيم يأتي من المسيحيَّة، والغرض من هذه الورقة دراسة أساس ادِّعاء البعض، والنظر عمَّا هو معروف عن offa, ومعتقداته الدِّينية.
أوَّلاً: ومن قليل من المعلومات الأساسيَّة التي لا خلاف عليها من حيثُ الملك أوفا وماهيَّتُه وملكه وإمبراطوريتُه.
الملك أوفا بعدَ مقتلِ ابن عمِّه الملك حصل على عرْش الملك، وقضى أربعة عشر عامًا في توحيد الأراضي، وأمر بالفتوحات تلوَ الأخرى التي جعلتْ منه أقوى ملك في إنجلترا، وبعدَ حملاته الناجحة استطاع استردادَ الملك له من السكسونيِّين في الغرب، والولزيين وردعهم.
وكان الملك أوفا أقوى الملوك الأنجلوسكسونيَّة، حتى الملك الفريد العظيم لم يناهزْه، لماذا يقول البعض: إنَّ أوفا تحوَّل بديانته؟
والدليل الوحيد الذي قدَّم دعمًا لتحوُّل أوفا المفترض هو العُملة التي هي الآن معروضة في المتحف البريطاني، حيث إنَّها نسخة من الذَّهب، دينار من قبل عهد الخليفة العبَّاسي المنصور، والنسخة الأصلية التي ترجع إلى عام 157 هجري، 774 ميلادي، إلى جانب النقوش العربية الإسلاميَّة.
وهناك من جهة اللاَّتينيَّة كتب عليها ريكسOFFA يسود، وقد اقترح الدكتور ألف زاهور أنَّ هذا دليلٌ على أنَّ الملك أوفا يُريد أن يُعلن لجمهوره بأن يجعل الإسلام قطعةً نقدية مع عقيدة المسلمين عليهم، إنَّه الملك أوفا الذي تأثَّر بالمُسلمات اللاَّتي تعلمن عن الإسلام من خلال زيارتهما إلى أسبانيا.