مكانة العمل في الإسلام
العمل في الفكر المعاصر هو المجهود الإرادي الواعي الذي الذي يستهدف منه الإنسان إنتاج السلع و الخدمات لإشباع حاجاته ومن ثم فان مجهود الحيوانات أو مجهود الإنسان لغير هذا الهدف لا يعتبر عملا .
و إذا كان مبدأ حرية اختيار نوع العمل مسلما به في ظل الشروط و الأوضاع التي تنظمها بعض القوانين في العصر الحديث فان هذه الحرية لم تكن متوفرة من قبل كاملة في العصور القديمة و الوسطى و ذلك مع سيادة أنظمة العبيد و رقيق الأرض و الطوائف .
و العمل هو العنصر الفعال في طرق الكسب التي أباحها الإسلام وهو الدعامة الأساسية للإنتاج و على قدر عمل المسلم و اتساع دائرة نشاطه يكون نفعه و جزاؤه . قال الله تعالى :**من عمل صالحا من ذكر أو أنثى هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون** والأصل أن يشبع الإنسان حاجاته المعيشية من ثمار عمله ونتاج سعيه إذا كان قادرا على ذلك و إلا فان حمايته ضد العوز تكون من مسؤوليات الدولة .
و يقرر الإسلام هذه الحياة على أساس أن الله هو الرزاق , كما في قوله تعالى {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } و انه مكن الإنسان في الأرض ولذلك فرض الله على الإنسان أن يسعى و يحصل منها على ما يشبع به حاجاته , و في هذا قال الله تعالى { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور } .
و محصلة ذلك أن الله هو الكفيل بالرزق و ليس على الإنسان إلا أن يسعى في طلب هذا الرزق ذلك مطيعا ربه و متجنبا نواهيه .
ن. سعيدي (بتصرف)