بعد أن قفز سعره إلى 100 دولار
البترول سيبقى سلعة غالية
ببلوغه سقف 100 دولار للبرميل، يكون سعر النفط قد حقق رقما قياسيا جديدا. ويتضح من خلال متابعة منحنى تطور الأسعار، بأن النفط أضحى سلعة غالية ابتداء من سنة 2004 بالخصوص، وأننا دخلنا في سياق مرحلة سيعتاد الجميع فيها على أسعار مرتفعة للخام.
سجل سعر النفط ببورصة نيويورك في 09, 100 دولار بالنسبة لمؤشر ''ويست تكساس أنترميديات''، وهو أعلى مستوى له بعد ذلك المحقق في 3 جانفي 2008، حيث بلغ سعر النفط 58 ,99 دولارا للبرميل. وقد أضحى منحنى الأسعار بعيدا جدا عن مستوياته المسجلة في جانفي 2007، حيث بلغ في 19 جانفي الماضي أدنى مستوى له وهو 57 ,50 دولارا للبرميل. وذات الأمر ينطبق على بورصة لندن، مع بلوغ سعر برنت بحر الشمال سقفا قياسيا في 3 جانفي ببلوغه 86 ,79 دولارا للبرميل، بينما تجاوز النفط الجزائري ''صحارى بلند'' سقف 100 دولار لأول مرة في تاريخه؛ حيث تفرض على النفط الجزائري رسوما إضافية بأكثر من 5 ,2 دولار للبرميل.
هذا الوضع دفع العديد من الخبراء إلى التأكيد على ضرورة تكيّف العالم بمستويات أسعار مرتفعة دون القدرة على توقع منحنى الأسعار؛ فالأسواق أضحت هشة وتتأثر كثيرا بالأحداث التي تحصل خاصة في الدول المصدرة. وقد تعددت الأزمات والأحداث في العديد منها: نيجيريا، فنزويلا، الجزائر، العراق، إيران. فضلا عن دول التماس المحاذية مثل باكستان وأفغانستان. يضاف إلى ذلك سوء الأحوال الجوية في خليج المكسيك، وتسجيل تراجع في إنتاج العديد من الدول المنتجة للنفط. وبالموازاة مع ذلك، فإن المؤشرات الحالية تكشف عن عدم قدرة معظم الدول سواء داخل منظمة ''أوبك'' التي تنتج حاليا 2 ,31 مليون برميل يوميا، أو خارج ''أوبك'' التي تنتج حوالي 20 مليون برميل يوميا، يضاف إليها إنتاج الدول الكبرى، تلبية الطلب العالمي المتزايد.
ورغم توقعات الوكالة الدولية للطاقة بتباطؤ الطلب العالمي، فإن دول عديدة منها الصين والهند تضاعف طلبها في السوق وتقوم بدعم بيع البنزين للحد من تأثير ارتفاع الأسعار. فيما تبقى الشركات الكبرى من أكبر المستفيدين، رغم أن عائدات دول أوبك قدرت بـ 660 مليار دولار سنة .2007 وعليه سيبقى النفط لمدة سلعة غالية، إلى حين تتغير المعطيات التي يديرها طرفان حاليا؛ الشركات النفطية الكبرى التي سجلت أرباحا غير مسبوقة على غرار اكسون موبيل وشال وشفرون وبريتش بتروليوم وتوتال، والمضاربين أصحاب رؤوس الأموال وصناديق الاستثمار الذين وظفوا أموالا كبيرة في بورصات النفط.
جريدة الخبر ليوم السبت 5جانفي 2008