الآثار السيئة للنظام الربوى القائم على الفائدة
لقد أجمع فقهاء الإسلام المخلصين المحققين سواء من السلف أو من الخلف المعاصرين على أن للنظام الربوى القائم على الفائدة آثاراً سيئة متعددة الجوانب .. والتى من أجلها حَرَّم الله الربا تحريماً قطعياً يضيق بنا المقام لذكرها تفصيلاً .. لذلك نوجز أهمها فى الآتى :
(1) ـ مضار الربا العقدية ( أثر الربا على العقيدة ) .
يعلن من يتعامل بالربا معصية الله عز وجل ، إنه يحارب الله ورسوله لذلك فهو عاص خرج من رحمة الله ، وجزاؤه إذا لم يتب جنهم وساءت مصيرا ... كما أنه يعبد المال ويعشقه من دون الله وبذلك أصبح مادياً تجرد من الروحانية ومن حب الله عز وجل الذى خلقه ورزقه ، ولقد وصفه القرآن بأنه كفاّر أثيم وظالم .. ويصدق فيه قول الله : " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً " ، ومن ناحية أخرى نجد المرابى يبنى فى الدنيا ويخرب آخرته ولذلك دائماً يخاف الموت ، ولقد أعلن الله عليه الحرب فى قوله : " فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " ( سورة البقرة : 279 ) .
(2) ـ مضار الربا الأخلاقية .
يتجرد من يتعامل بالربا من القيم الإنسانية والأخلاق الفاضلة ، فهو جشع وشرير وبخيل ، وقلبه أشد قسوة من الحجارة ، لا يتورع من أن يضحى بكل المثل والأخلاق السامية من أجل درهم ربا ، ولذلك وص فه القرآن بأنه مجنون ومسعور وقلق ، كما ورد فى قوله تبارك وتعالى : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَِ " ( سورة البقرة : 275 ) ، كما أن المرابى يتسم بالإثْرة والفردية والمقامرة والكذب والخداع .
يقول علماء النفس أنه إذا حللنا نفسية المرابى تحليلاً سيكولوجياً لوجدنا أن لديه شراهة فى جمع المال والاستحواذ عليه بكل الطرق الخسيسة وذلك بتأثير الإثرة والبخل والتكالب على المال والحرص عليه تجعله دائماً وأبداً يعيش فى ظلام المادة لا ينفك عنها حتى يدركه الموت .
وإذا نظرنا فى الواقع العملى لنجد أن المرابى يتكلم دائماً عن المال ويصبح ذلك أكبر همه ويتابع أخبار المقترضين ويفكر دائماً فى كيفية وضع الضمانات للمحافظة على أصل ماله مضافاً إليه الفوائد الربوية دون ما أن يعبأ بتحريم الشرع له وإنذاره للمرابين بحرب من الله ورسوله إن لم ينتهوا عنه .