نشأة الأسواق المالية
إن أول ظهور للأسواق المالية كان قد حدث في عصر الرومان بإنشاء COLLEGIA MERCATORUM في القرن الخامس عشر قبل الميلاد .وفي العصور الوسطى اعتبر كل من بروج وﺇنفيروليون وأمستردام و لندن المراكز المالية المهمة ،حيث قامت فيها البورصات إلى جانب الأسواق التجارية ،وتم التبادل فيها على السلع والنقود والحوالات وأسهم الشركات التجارية،وظهرت قائمة لأسعار الأسهم أنفير سنة 1592،وبعدها على التوالي كل من أمستردام وباريس ولندن ومنذ بداية القرن السابع عشر كان يجتمع آلاف المتعاملين في أمستردام بين الساعة الثانية عشر والثانية بعد الظهر لمعرفة آخر أسعار أسهم شركة الهند الشرقية ،وفي القرن التاسع عشر احتلت لندن الدور المالي الأول في العالم،ولكن بين الحربين العالميتين تقلصت أهمية لندن،ثم نمت وول ستريت WALL STREET ورغم أن التشاد في سنة 1929م اثر على العديد من المصارف ،والشركات إلا أن الأسواق الأمريكية سرعان ما شعرت بالثقة والاطمئنان، فأخذت في التوسع نتيجة الدور المتعاظم للدولار الأمريكي،حيث بلغ حجم تثمير البورصة فيها 850مليون دولار وهو يمثل سبع أضعاف التثمير بالنسبة إلى لندن و 08 أو 09 أضعاف التثمير بالنسبة إلى باريس.
في الحقيقة إن ظهور الأسواق المالية كان بتوافر مجموعة من العوامل يمكن إبرازها في النقاط الرئيسية التالية:
1- ظهور المنظومة المصرفية وعلى رأسها البنوك التجارية والبنك المركزي والتي لها دور كبير
في السوق المالية.
2-ظهور شركات المساهمة التي تطرح أجزاء من رأسمالها للاكتتاب، لذا كان لابد من أن يوجد من يشتري ويضارب ولابد من تداول الأوراق المالية المكتتبة.
3-حاجة الدولة عن طريق تدخلها في طريق الإنفاق وإستثمار الأوراق المالية (أسهم وسندات) للحصول على التمويل اللازم لتسيير البرامج التي على عاتقها سواء بميزانية التسيير أو التجهيز.
4-كان ظهورها ناتج أيضا عن الحركة الاقتصادية والتجارية التي عرفتها أوربا ثم الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تمثل المركز،فالأسواق المالية هي انعكاس مدى نشاط الحركة الاقتصادية والتجارية
5-توسع المؤسسات نتيجة الثورة الصناعية مما أدى إلى ظهور نوعين من الأعوان الإقتصادية نوع لديهم فائض مالي ومتعاملون ماليون آخرون لديهم نقص وحاجة إلى موارد لتمويل مشاريعهم وفي إطار هذه الأوضاع كان لابد من أن توجد هذه الأسواق التي يتم من خلالها تصريف وتوظيف الفائض وتأمينه للذين هم بحاجة إليه.