مدير المنتدى Admin
عدد الرسائل : 2061 العمر : 42 Localisation : المملكة العربية السعودية تاريخ التسجيل : 11/05/2007
| موضوع: أسس النظام الاقتصادي الإسلامي الأحد 2 ديسمبر - 5:35 | |
| أسس النظام الاقتصادي الإسلامي ينظر للنظام الاقتصادي الإسلامي بأنه ذلك النظام الذي يقوم على أساس تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في كافة أنواع المعاملات داخل النشاط الاقتصادي وتتعدد خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي فهو لا يقف عند حدود الوصف لما هو كائن، وإنما يهتم بما يجب أن يكون ، فهو من هذه الناحية علم هادف، كما أنه يرتبط ببقية القوانين التي تنظم الحياة ارتباط الكل بأجزائه ، فلا يمكن فصله عن القواعد الأخلاقية والإيمانية والعقيدية، إضافة إلى ارتباطه بالشريعة التي تنظم كل قوانين الحياة ، فهو ملتزم بقواعد الحلال والحرام في الكسب والإنفاق من كتاب الله وسنة رسوله
أسس النظام الاقتصادي الإسلامي: ويقوم النظام الاقتصاد الإسلامي على أسس ثلاث: 1. الأساس الأول: الإيمان بالله و به تتحقق للإنسان حريته، حيث صلته بالله تحرره من الخوف من العباد إلى الخوف من رب العباد، وتحرره من عبودية خوف الحرمان ، فالله هو المحيى المميت الرزاق ذو القوة المتين. وهو سبحانه الذي فرض بشريعته ضمانا اجتماعيا للإنسان ممثلا في حد أدنى مبنى على الحق لتوفير كفايته بزكاة تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء كما أن الإيمان والتقوى من أسباب البركة في الدنيا وإلى هذا أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكنهم كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) الأعراف/96 والإيمان بالله واليوم الآخر يجعل من الدنيا مزرعة للآخرة. فيقول تعالى : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنه لا يحب المفسدين ) القصص/77. كما أن الآيات القرآنية المنظمة لاقتصاد الأمة بدأت بالدعوة إلى تقوى الله وانتهت بالتحذير من عذاب الله في الآخرة، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ) البقرة/278-281
2. الأساس الثاني: القسط وهو ميزان الله تعالى الذي أمر به رسله وعباده وقامت عليه السموات والأرض. فقال تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) الحديد/25. ( والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ) الرحمن/7-9 والقسط في المعاملات يحقق التوازن بين الروح والمادة، والدنيا والآخرة، والعبادة والمعاملة، والفرد والجماعة، والتنمية والرعاية الاجتماعية. فينجو المجتمع بذلك من الإفراط الذي يمزقه ، والتفريط الذي يضيعه ، وتسمو فيه القيم وتحترم فيه الحوافز ، والسعي نحو العمل الصالح الذي يقود إلى الفلاح ، مع احترام الرغبات وصيانة الأملاك[1]
3. الأساس الثالث: الاستخلاف وهو أشرف مهمة في الحياة كلف بها رب العباد عباده بأن جعلهم خلفاء له في الأرض. يقول تعالي : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) البقرة/30 ويترتب على مفهوم الاستخلاف واجب الإعمار والضرب في الأرض، والنظر لحق الإنسان في التملك حق استخلاف، فالملك لله الذي خلق وأنعم، وهو ما يؤدي بالإنسان إلى طاعة المالك فيما استخلفه فيه، فلا يكسب مالا إلا من حلال، ولا ينفقه إلا في الطيب، مع الالتزام باستعمال ما يمتلكه في نفعه ونفع غيره من الناس، فليس له أن يضر به أحد أو يحجبه عن أحد. فبهذا المال تعيش الأمة وتنتفع ، فليس لسفيه أن يضيعه، وإذا فعل حجر عليه. كما أوجب الله تعالى على المسلم حق معلوم من الزكاة فيما يملك إلى الفقراء، وليس له أن يتفضل به عليهم، لأن المالك هو الذي أمر به ومن ثم نجد أن قضية الإنتاج ترتبط بقضية رعاية الفقراء في الإسلام. كما أن الملكية في الإسلام ملكية نظيفة، فيقول تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) البقرة / 188. فلا عدوان على حق الفرد في التملك، ولا عدوان على حق الفقير في الزكاة، ولا عدوان على حق الجماعة بمنع طغيان المال والاستغلال من خلال الربا والاحتكار والغرر والغش والتدليس والخديعة وغيرها. وهكذا ينفرد النظام الاقتصاد الإسلامي بهذه الأسس التي تجعل منه الملاذ الآمن لشعوب العالم بعد فشل الشيوعية ، واستفحال وظلم الرأسمالية التي عاثت في الأرض فسادا، وأهملت الإنسان، وقدست الأموال، وأوشكت على الإفلاس.
[1] د. أشرف دوابة، "النظام الاقتصادي الإسلامي"، http://www.drdawaba.com/Nafeza.php | |
|