وقد قام «كوبلاند»(5) من جامعة «هارفارد» الأمريكية بتقديم طريقة تقليدية لتقسيم السلع الاستهلاكية، واعتمد في تقسيمه هذا على أساس الاختلافات في العادات الشرائية للمستهلكين وعلى أساس سلوك المستهلكين تجاه كل نوع على حدة .. ووفقًا لهذا التقسيم، هناك تقسيمات ثلاثة هي: السلع المُيَسَّرة (سهلةُ المنال، والسلع الانتقائية (سلع التسوّق) والسلع الخاصّة.
فالسلع المُيَسَّرة هي: «السلع التي يشتريها المستهلك بشكل متكرّر ومن أقرب مكان وبأقلّ قدر من المجهود، ودون حاجة إلى مقارنات أو تقويم للفروق الموجودة بين تلك السلع».. ومن أمثلة السلع الميسرة: الصحف، وأصناف البقالة كاللبن والجبن .
والسلع الانتقائية هي: «السلع التي تُشترى بعد أن يقوم المستهلك بمقارنة المنتجات البديلة من حيث السعر والجودة في المتاجر المختلفة ومن حيث مناسبتها وتصميمها وشكلها». ومن أمثلة السلع الانتقائية: الملابس، والأثاث ، والأقمشة .
وأما السلع الخاصّة: فهي تلك «التي تتميّز بخصائص فريدة أو تحمل علامات مشهورة مما يجعل لها مجموعة من المستهلكين يكونون على استعداد لبذل جهد خاص في سبيل شرائها». ومن أمثلة السلع الخاصّة: السيارات، والأجهزة الكهربائية المنزليّة .
رابعًا: تقسيم السلع تبعًا لدوامها(6): تنقسم السلع الاقتصادية إلى سلع مُعَمَّرَة: هي التي يقتنيها المستهلِك للحصول على إشباع معين؛ ولكنه لا يستهلكها مرة واحدة، وإنما يتم ذلك على مدى فترة زمنية». ومثال ذلك: الثلاّجة والسيّارة والملابس .
وأما السلع غير المُعَمَّرَة: فهي «التي يتم استهلاكها عادة بعد استخدامها مرة واحدة». ومثال ذلك: الطعام والدواء .
خامسًا : تقسيم السلع تبعًا لمدى الارتباط بينها من حيث طلب المستهلكين عليها(7): تنقسم السلع الاقتصادية إلى سلع متكاملة وسلع بديلة..
فالسلع المتكاملة : هي «التي تتضافر في صناعة سلعة مّا». ومثال ذلك: الخشب والزجاج والأسلاك الكهربائية .
وأما السلع البديلة فهي: «التي تُشِبع نفسَ الرغبات أو تسدي نفس المنافع». ومثال ذلك: أن العطشان بإمكانه إرواء غليله إما عن طريق الماء، أو عن طريق مُرَطِّب ما، فالمُرَطِّب بديل للماء بالنسبة للمستهلك الذي هو العطشان .
سادسًا : تقسيم السلع تبعًا لمدى الارتباط بينها من حيث العرض(
: تنقسم السلع الاقتصادية إلى سلع متلازمة وسلع متنافسة . فالسلع المتلازمة : هي «الناتجة عن مصدر واحد» ومثال ذلك: القمح والتبن أو الغاز والبترول. فمصدر هذه السلع هو الأرض في الحالة الأولى، وحقل النفط في الحالة الثانية .
وأما السلع المتنافسة فهي «التي تستلزم عملية إنتاجها استعمال نفس العناصر الإنتاجية».. ومثال ذلك : المنتجات الزراعيّة التي يتطلّب إنتاجها الأرض الزراعيّة كالفلاحة والحصاد. وهذه السلع متنافسة بالنسبة للمنتج .
سابعًا : تقسيم آخر، سلع خاصة وسلع عامة(9):
فالسلع الخاصّة : هي «تلك السلع التي يكون حق استخدامها وتبادلها بين أفراد ممكنًا»؛ ولكي تكون سلعة مّا سلعة خاصة لا بد من الأخذ بمبدأ الاستبعاد الذي ينصّ على «أنه بالنسبة للسلع الخاصّة يمكن للأفراد استخدام حقوق ملكيتهم لهذه السلع باستبعاد الآخرين من الحصول على منافع من استهلاك تلك السلع» ومثال السلع الخاصة: الموادّ الغذائيّة والملابس .
وأما السلع العامّة فهي «التي تعطي منافع إلى كل من يرغبون في الاستفادة من وجودها». فاستهلاك شخص مّا لهذه السلع لا يُقِلّل المنافع التي يحصل عليها الآخرون منها. ومثال ذلك: الدفاع القومي، والأمن، والطرق العامّة .
تقسيم السلع في الدراسات الإسلامية :
لقد كان الحديث عن السلع وأقسامها في الفكر الإسلامي وخاصّة في الفقه يتمّ ضمن باب المال وأصنافه وعليه فإنه يحسن الحديث أولاً عن المال وأقسامه .
* * *
الهوامش:
(1) ينظر: د. محمد أحمد صقر – الاقتصاد الإسلامي، المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامي، جدّة، 1400هـ، ص29، ود. حسين عمر – نظرية القيمة، دار الشروق، جدّة، 1402هـ، ص28.
(2) ينظر: د. أحمد عبد العزيز النجار – المدخل إلى النظرية الاقتصادية في المنهج الإسلامي، الاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية، القاهرة، 1400هـ، ص 32-33، ود. حسين غانم – السلعة الاقتصادية، ص 6-7/68 .
(3) د. قبلان كيروز – موجز المبادئ الاقتصادية، مطابع الغريب، بيروت، 1969م، ص301 .
(4) R. S. Alexander – Marketing definitions, American Marketing Association, Chicago, 1960, pM 11-14.
(5) ينظر: د. محمد سعيد عبد الفتّاح –التسويق، دار النهضة العربية، بيروت، 1983م، ص 101-104، ود. محمد عبد الله عبد الرحيم – التسويق المعاصر، مطبعة دار التأليف، القاهرة، 1404هـ، ص 124-129، ود. صلاح الشنواني – الإدارة التسويقية الحديثة، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1983م، ص 189-193.
(6) د. حسين عمر – نظرية القيمة، ص 27-28 .
(7) د. قبلان كيروز – موجز المبادئ الاقتصادية، ص 302.
(
د. قبلان كيروز – موجز المبادئ الاقتصادية، ص 302-303 .
(9) ينظر: جي هولتن ولسون – الاقتصاد الجزئي، ص 34-35، وليونارد سلك الاقتصاد للجميع، ص 77-79 .
* * *