ch.ch
مشرف
عدد الرسائل : 2822
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
 | | موضوع: ثلاثون عاما من العمل المصرفي الاسلامي الأربعاء 9 يناير - 21:07 | |
| ثلاثون عاما من العمل المصرفي الاسلامي
منذ اوائل الربع الاخير من القرن الماضي بدأ العمل المصرفي الاسلامي يحتل حيزا واضحا في النشاط المصرفي في عدد من الدول العربية والاسلامية وخاصة في اقطار الخليج العربي وقد كان تأسيس البنك الاسلامي من قبل منظمة الدول الاسلامية في عام 1975 باكورة النشاط المذكور الذي اخذ بالانتشار السريع في العديد من الدول الاسلامية والعربية إلا أن البداية البارزة لذلك كانت في تأسيس (مصرف دبي الاسلامي) في عام 1975 ومن ثم تزايد انتشار تأسيس المزيد من هذه المصارف في مختلف الدول العربية والاسلامية وخاصة بعد تضاعف الموارد المالية اثر تصحيح اسعار النفط في اواسط السبعينيات من القرن الماضي.
ولقد رافق ذلك قيام العديد من الدول الاسلامية بتحويل انظمتها المصرفية التي تعمل وفق النظام التقليدي الى العمل بموجب احكام الشريعة الاسلامية وهي كل من ايران وباكستان والسودان وهكذا فان التجربة التي ولدت في السبعينيات من القرن الماضي انتشرت حاليا من اقصى الشرق الى اقصى الغرب اي من ماليزيا شرقا وعبر اوروبا وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية غربا.
ان النجاح الذي حققته هذه المصارف من ايران والسودان والامارات العربية وماليزيا والبحرين على سبيل المثال تعطي الدليل القاطع على النجاح الذي احرزته المصارف الاسلامية من خلال الاعمال التي تمارسها في مجال المرابحة والمضاربة والزراعة والاستصناع والمشاركة ومنح القروض الحسنة وغير ذلك.
ومن خلال العقود الثلاثة الماضية صدرت العديد من الكتب التي عالجت الصيرفة الاسلامية من وجهات نظر مختلفة ومدى ما حققته هذه المصارف في مجال اعمالها وما ينتظرها من تطور في المستقبل في ضوء الاقبال المتزايد على التعامل معها وخاصة في الدول الاسلامية التي يتحرج الكثير من مواطنيها من التعامل مع المصارف التقليدية التي تتعارض اعمالها مع احكام الشريعة الاسلامية وخاصة في موضوع (الفائدة)، فضلا عن انتشار الصيرفة الاسلامية في الكثير من الدول الغربية التي دفعتها الحاجة الى قيام مصارفها الكبيرة الى فتح (نوافذ) للعمل المصرفي وفق احكام الشريعة الاسلامية لتغطي حاجة المواطنين المسلمين فيها.
وهذا الكتاب القيم الذي بين ايدينا يتناول بالتفصيل نشوء وتطور الصيرفة الاسلامية خلال الثلاثين سنة الماضية وما ينتظرها من مستقبل واعد، لقد تناول المؤلفان (منور اقبال) و (فيليب بولينكس) هذا الموضوع الحيوي في عشرة فصول تكلمت بعد المقدمة عن الاسس النظرية للمصارف الاسلامية وتطور النماذج التي تأسست بموجبها هذه المصارف مع شرح للتطور التاريخي لها منذ بداياتها المتواضعة الاولى في اواسط القرن الماضي في عدد من الدول العربية والاسلامية.
بعد ذلك ينتقل المؤلفان الى شرح مفصل عن اداء هذه المصارف خلال الحقبة الماضية ومدى كفاءتها في مزاولة العمل المصرفي في ضوء الحاجة الى خدماتها وما هي التحديات التي تواجهها في ضوء التطور التكنولوجي والالكتروني للعمل المصرفي في مختلف دول العالم وخاصة في الدول الصناعية وذلك في ضوء الثورة الالكترونية المتسارعة والعولمة التي تجتاح العالم وما افرزته حتى الان.
واخيرا يتناول الكتاب آفاق تطور المصارف الاسلامية ومدى ما يمكن ان تقدمه للملايين من المسلمين بعيدا عن شبهة التعامل بالفائدة المحرمة التي تتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية.
ان الموضوعات الهامة التي يعالجها هذا الكتاب تضفي عليه اهمية كبيرة جديرة بالاهتمام واخذ هذه التجربة بنظر الاعتبار وخاصة من قبل البنوك المركزية التي يتحتم عليها في ضوء هذا التطور المتسارع للعمل المصرفي الاسلامي تعضيد هذا النوع من النشاط الحيوي في العالمين العربي والاسلامي واتخاذ الاجراءات العملية التي من شأنها انجاح هذه التجربة الهامة والفاعلة والمبادرة الى تشريع قوانين خاصة بالعمل المصرفي الاسلامي الذي اثبت نجاحه في العديد من الميادين وليس أدل على ذلك من الارتفاع الكبير في عدد المصارف والمؤسسات المالية والاسلامية التي انتشرت في مختلف ارجاء العالم، فضلا عن ضخامة الاموال التي تتعامل فيها ومدى الاقبال المتزايد على التعامل معها من قبل مختلف شرائح المجتمع الاسلامي، ومن هنا فان البنك المركزي العراقي مدعو الى التفكير جديا في اصدار قانون خاص للمصارف الاسلامية يأخذ على عاتقه تنظيم اعمال هذه المصارف ورسم العلاقة الواضحة بينها وبين البنك المركزي وخاصة في مجال الدعم والاسناد الذي ينطلق من خصوصية العمل فيها وتجنبها الكثير من النشاطات التي تمارسها المصارف التقليدية ومن ثم حرمانها من الموارد الناجمة عن هذه النشاطات التي تتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية. | |
|
