رائد الاقتصاد الإسلامي الحديث: الشهيد السيد محمد باقر الصدر
وكتابه (اقتصادنا) أنموذجاً لوحدة الفكر الاقتصادي عند المسلمين
ضمن فعاليات الندوة الإسلامية التي أقامها مجمع الشيخ أحمد كفتارو والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب
البحث ألقي في المستشارية الإيرانية بدمشق
خلال الأيام (11-12 أيار 2004م)
بسم الله الرحمن الرحيم
حري بالأمم الحية أن تستذكر عظماءها ورجالاتها الذين عاشوا ظروفها ووعوا حاجاتها، وعملوا ما بوسعهم من أجل أن ينقلوا واقعها إلى المستقبل المشرق الذي تصبوا إليه، تاركين إشعاعات فكرهم النيرة على كل عمل يزاولونه، وبصمات أصابعهم الواضحة كل نشاط يشتركون فيه.
إن تذكر هؤلاء الرجال وتدارس حياتهم وخصائصهم ونشاطاتهم يزيد في عمر ذاكرة الأمة، ويضيف بعداً فكرياً إلى خصائصها ومعرفة ظروفها والواقع الذي تعيشه والمستقبل الذي تنشده وتهفو إليه وسبل تحققه.
وعلى هذا الأساس كانت الدراسة للسيد محمد باقر الصدر وسماته الفكرية بوجه عام والفكر الاقتصادي عنده بوجه خاص.
فمع نهاية القرن الرابع عشر الهجري ومستهل القرن الخامس عشر للهجرة: اتجه العلماء والمفكرون الإِسلاميون ليعطوا الموضوع الاقتصادي اهتماماً مركزاً، وبخاصة مع ازدياد المطالبات بضرورة تحديد نظرية إسلامية في الاقتصاد تتجاوز العموميات بالنسبة إلى مسائل النظام الاقتصادي في الإِسلام، والتي كثرت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
فالاقتصاد عصب الحياة في العالم، والموجه الرئيسي للسياسة الداخلية والخارجية، وموضع اهتمام العائلة الإنسانية على وجه الأرض، وهو الذي يضع المنهج الإنمائي في البلاد على الطريق التصاعدي الصحيح، ويدفع بالمجتمع نحو العمل والنشاط والرفاه، ويقضى على ألوان البؤس وأنواع الشقاء.
ومن أبرز العلماء الذين جددوا مسيرة الفكر الإسلامي وحاولوا إنقاذ العالم خلال فترة الستينات والسبعينات من الفكر الشيوعي: السيد محمد باقر الصدر في كتابيه (فلسفتنا) و(اقتصادنا).
حياة السيد محمد باقر الصدر:
ولد السيد محمد باقر الصدر في الخامس والعشرون من شهر ذي القعدة لعام 1353 هـ، (المصادف للثاني من الشهر الثالث من عام 1933م) في مدينة الكاظمية، وينتمي إلى عائلة الصدر المشهورة بالعلم والجهاد والتقوى، وقد هاجرت أسرة آل الصدر العربية العريقة من لبنان إلى العراق.
حرم من فيض الأبوة وهو في طفولته المبكرة، فنشأ وترعرع تحت رعاية أخيه الأكبر السيد إسماعيل، وعناية والدته المكرمة وهي من آل ياسين من الأسر العربية العراقية المعروفة.
في سنه 1378 هـ.ق (1958 م) أنهى السيد الصدر جميع مراحل دراسته الحوزوية، وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره.
أهم نشاطاته:
زاول التدريس في أعلى المراحل العلمية في حوزة النجف الأشرف العلمية لمدة تجاوزت العشرين سنة.
أثرى الأمة بالعطاء الفكري والعلمي عبر مجلة (الأضواء) و غيرها.
أثرى كليتى أصول الدين، والفقه بالعطاء الفكري و العلمي.
ترك عشرات المؤلفات القَيِّمَة في حقول: الاقتصاد والفلسفة والمنطق وعلم الأصول وعلم الفقه وأصول العقائد وغيرها.
ومن نتاجاته العلمية المهمة: وقد رتبتها هجائياً
1. أحكام الحج؛ وهو بحث فقهي يحدد السلوك العملي للمسلم الذاهب لزيارة بيت الله الحرام.
2. الأسس المنطقية للاستقراء؛ وهو محاولة متميزة لإثبات وجود الله عن طريق الاستقراء وحساب الاحتمالات.
3. الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ، منها: صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي، وخطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي، والأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
4. اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
5. بحث حول المهدي، بحث حول الولاية؛ يتحدث فيهما عن أهم ناحيتين في العقيدة الإسلامية.
6. بحوث في شرح العروة الوثقى، تبحث في الفقه؛ بأسلوب استدلالي عميق، (أربع مجلدات).
7. البنك اللاربوي في الإسلام، وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
8. خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.
9. دروس في علم الأصول؛ يتحدث فيه عن أصول استنباط الحكم الشرعي بأسلوب أكثر عمقاً واستدلالاً من كتاب (غاية الفكر).
10. الصورة الكاملة للاقتصاد في المجتمع الإسلامي؛ يتحدث فيه عن التطبيق الاقتصادي في دولة الإسلام.
11. غاية الفكر في علم أصول الفقه، يتحدث فيه عن أصول استنباط الحكم الشرعي وقواعده، (خمس أجزاء).
12. الفتاوى الواضحة ومنهاج الصالحين، وهما رسالتان علميتان تحددان المجال العلمي والسلوكي للفرد المسلم على ضوء الشريعة الإسلامية.
13. فلسفتنا: ألف هذا الكتاب في 29 ربيع الثاني 1379هــ أي سنة 1959م، وهو دراسة دقيقة وموضوعية للأسس التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية ودياليكتيتها ودحضها علمياً رصينا.
14. لمحة فقهية عن دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
15. مباحث الدليل اللفظي وكتاب تعارض الأدلة الشرعية؛ وهما يبحثان في علم أصول الفقه.
16. المدرسة الإسلامية وقد ركز فيه على مبحثين مهمين هما: أ - الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية، ب - ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي.
17. المرسل والرسول والرسالة؛ وهو كتاب في العقائد يعبر عن عمق فكرته وسعة اطلاعه وقدرته على إيصال الفكر الإسلامي الصافي إلى المسلمين.
18. منابع القدرة في الدولة الإسلامية؛ يتحدث فيه عن الحكومة الإسلامية.