باريس تعلن نيتها التحول لمركز مالي إسلامي في الغرب
الجالية المسلمة الفرنسية أكثر من الجالية المسلمة البريطانية
07/06/2008
أعلنت فرنسا نيتها تحويل باريس إلى مركز غربي للتمويل الإسلامي في إطار خطط طموحة لجذب هذا القطاع سريع النمو، وذلك من خلال مناقشة الأمر عبر برلمان البلاد. وتعد الخطوة جزءاً من الطموحات الكبيرة للعاصمة الفرنسية في منافسة لندن كمركز مالي عالمي.
وكان وزير المالية الفرنسي كريستيان لاغارد قد قدم معايير عدة لجذب الأموال العالمية منذ أن استلم مهامه في شهر يونيو من العام الماضي.
وصرح المحلل الائتماني في موديز أنور حسان أن: «هدف الحكومة هو جعل فرنسا أكثر تنافسية، وأحد الخطوات التي تحقق هذا الهدف هو التمويل الإسلامي«.
وأضاف: «علينا أن ننافس بقية دول أوروبا والاقتصاديات الناشئة».
لندن السباقة :
وبرزت لندن على حساب باريس عندما سبقتها في إعلان تحولها لمركز مالي إسلامي عالمي، خاصة أن الأخيرة لديها تعداد من المسلمين يبلغ 6 ملايين نسمة، وهذا الرقم يمثل ثلاثة أضعاف المسلمين الموجودين في بريطانيا.
هذا، وتعد المملكة المتحدة موطناً لخمسة مصارف إسلامية مرخصة، وهي الدولة الوحيدة من بين دول الاتحاد الأوروبي التي أصدرت تراخيص لإنشاء مصارف إسلامية. كما أن قيمة الصكوك التي أصدرتها بعض المؤسسات البريطانية الكبرى في سوق الأوراق المالية 5،5 مليارات دولار.
أما بالنسبة للمصارف الفرنسية، فإن قلة منها مثل «بي إن باريبا» و«سوسيتيه جنرال» تقدم خدمات مالية إسلامية متكاملة. في حين أن هذه البنوك لم توفر حتى الآن خدمات تجزئة مصرفية.
وكان مجلس الشيوخ وهو أعلى هيئة في البرلمان الفرنسي قد اجتمع مع السياسيين والمصرفيين وعلماء الشريعة لمناقشة كيفية دعم التمويل الإسلامي، من خلال زيادة الوعي وتغيير إطار العمل المالي والقانوني.
التحدي الأبرز :
وتواجه الحكومة الفرنسية في هذا الصدد مسألة تغيير الضريبة الرئيسية لتلائم موضوع الفائدة التي تحرمها مبادئ الشريعة.
من جانبه، يقول مؤسس أول شركة خدمات استشارية في التمويل الإسلامي في فرنسا زبير بن تيرديات ان «باريس تراقب ما تقوم به لندن في التمويل الإسلامي وأدركت أن الاستثمار في هذه الصناعة يدر مالاً بسبب الطلب الكبير من دول الشرق الأوسط».
على صعيد آخر، تنمو أصول الصيرفة الإسلامية بمعدل أقل من 20 في المائة سنوياً، وتبلغ أصول الصناعة عالمياً الآن حوالي 500 مليار دولار، تبعاً لما ذكرته وكالة التصنيف الائتماني «موديز».
وعززت الثروة النفطية في الشرق الأوسط من النمو السريع للصناعة، وذلك مع وصول الأسعار لمستويات قياسية.
من جانبه، قال المدير العام في شركة «باريس يوروبليس» ارنولد دي بريسون أن مبادرة مجلس الشيوخ لتنظيم حدث على هذا المستوى العالي لبحث صناعة التمويل الإسلامي هو مؤشر على ان السلطات تراقب باهتمام هذا السوق.
وتعمل الحكومة البريطانية منذ عام 2003 على إصلاح القوانين لضمان سير الاستثمارات الموافقة للشريعة جنباً إلى جنب مع نظيرتها التقليدية في البلاد.
ويقول محللون ان باريس ستلحق بمدينة لندن من خلال تعديل قوانين عدة مثل قانون ضريبة الطابع المزدوج التي تؤثر في الرهون العقارية الإسلامية.
فايننشال تايمز - نقلاً عن جريدة القبس الكويتية - تاريخ النشر : 7 / 6 / 2008م .