الخميس, 09/27/2007 - 23:16
الكاتب: عمر زهير حافظ
رغم أن العقود الأخيرة شهدت نمواً متزايداً واهتماماً عالميا بالصناعة المصرفية الإسلامية، تمثل في زيادة أعداد المؤسسات المالية الإسلامية، كما تمثل في البنوك التقليدية التجارية وإنشائها الفروع والصناديق والإدارات الخاصة بالخدمات المصرفية الإسلامية رغم كل ذلك، فإن النموذج الإسلامي للعمل المصرفي لا يزال بعيد المنال، ولم تقترب بنا هذه النهضة من هذا النموذج، بل صبغت الواقع بألوان مختلطة لأهداف النموذج وطموحاته، خاصة عندما تدخلت البنوك التجارية التقليدية بإدخال الخدمات المصرفية الإسلامية إلى ساحاتها المشبوهة، فدفعت بالتورق المصرفي والأبحاث الصورية إلى مقدمة العمل المصرفي الإسلامي، فكادت أدوات التمويل الإسلامي الهادفة إلى العدل وتحسين توزيع الثروة بين الناس، كالمضاربة والمشاركة والسلم والاستصناع، أن تصبح في خبر كان رحمه الله رجلاً صالحاً. وللأسف الشديد تبعت البنوك الإسلامية، البنوك التقليدية في هذا المسلك رغم أن الآراء الفقهية أفتت بعدم جوازه.
والأمل معقود في توفيق الله تعالى للبنك الإسلامي للتنمية، الذي اعتمد أخيرا في تطور الصناعة المالية الإسلامية ما يشمل خمسة برامج فرعية، وهي:
1- صندوق تطوير الصناعة المالية الإسلامية، ويهدف إلى إعادة هيكلة المؤسسات المالية الإسلامية القائمة وإنشاء مؤسسات مالية إسلامية جديدة. وتم توقيع مذكرة تفاهم لهذا الغرض في رمضان المبارك الفائت بين كل من حكومة الإمارات، والبنك الإسلامي للتنمية، والمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ومجموعة البركة الوطنية، وبنك دبي الإسلامي.
2- تطوير قطاع الأوقاف لإنشاء كيان مستقل وكبير ( بنك الأوقاف للتنمية ) لدعم قدرات المؤسسات الوقفية وتمييز ممتلكاتها.
3- دعم التمويل متناهي الصغر، لإتاحة وصول الفقراء إلى الإفادة من الخدمات المصرفية الإسلامية لزيادة دخولهم وتحسين أحوالهم المعيشية.
4- تقديم الدعم الفني لصناعة الخدمات المصرفية الإسلامية، لإقامة الاستشارات الفنية المرتبطة بتحسين المناخ الاستثماري المناسب لأنشطة التمويل الإسلامي، ويتضمن ذلك المجال القانوني والشرعي والرقابي لأجل توفير الدعم الفاعل للسياسات الوطنية بالدول الإسلامية.
5- منتدى تطوير القطاع المالي الإسلامي، وهو مشروع لإنشاء جهة عليا للسياسات والتوجيه الاستراتيجي للصناعات لوضع أهداف التطوير وتحديد الأولويات، هذه هي المسؤولية التاريخية التي يتحملها البنك الإسلامي للتنمية، وفقه الله لتحقيقها.
md@acig.com.sa
المصدر: الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد و التمويل