الوطني انخفض من 2800$ إلى حوالي 1900$ . أليست هذه السوق الموازية هي التي أعادت التنمية إلى نقطة الإنطلاق؟ وعليه نرى أنه يتعين:
أ- ترسيخ ثقافة وطنية بجانب إجراءات اقتصادية واجتماعية.
ب-تحرير التجارة لا يعني فتح الباب أمام الكثير من الخواص وتجار الجملة لأجل الإتجاه نحو تجارة البازار على حساب الإستثمار المنتج وتوريد التكنولوجيا وخلق مناصب الشغل.
ج- إبعاد طاقات الشباب عن الإستغلال كون غالبية الأنشطة في القطاع الخاص وحتى في بعض مؤسسات القطاع العمومي أصبحت نفقية وروتينية ولا تعتمد على استغلال العلوم والتكنولوجيات المتقدمة والمعارف المكتسبة.
سادسًا: اختيار اقتصاد السوق لا ينبغي أن يقام لهدف إعطاء الفرص للمضاربين والطفيليين والقراصنة لجمع المزيد من الأموال بأقل التكاليف والجهد وبالسرعة الجنونية النابعة عن مناورات التحايل والتزييف وفي مرحلة أخرى اللّجوء إلى السوق الموازية للعملات الصعبة لأجل تهريب الإدخار نحو الخارج.
سابعًا: إعطاء حرية أكثر وكذا استقلالية مثلى للمؤسسات العمومية برفع حواجز الإستثمار في القطاعات التي تبدو للبعض وأنها استراتيجية مع تنشيط لغة وأداة الرقابة التجارية.
ثامنًا: الإستعمال الفعال لمنظومة الأسعار بدل تثبيتها تثبيتا إداريا وتحريرها تحريرا غير مسؤول. فالفروق في الأرباح هي التي تضبط الإنتاج والإستثمارات والتوزيع وليس المخطط المركزي.
تاسعًا: ضمانات للرأسمال الغير مقيم Non résident"" وفق معدلات صرف ثابتة مقارنة بالدينار ويكون مساويا له بتاريخ الإستيراد (دخول العملات الصعبة) لتفادي تقلبات أسعار الصرف الناتجة عن تخفيض العملة الوطنية.
عاشرًا: تنشيط علاقات المنافسة بين القطاع العام والخاص بفضل تكييف معدّلات وشروط القروض المرتبطة بطابع الإستثمارات وتشجيع القطاعات ذات الأولوية مثل المنتوجات الإستراتيجية كالحبوب والأدوية وغيرها، بناء المساكن، الإستثمار السياحي.
وبالإضافة إلى هذه التوصيات نرى من جهتنا بعض الحلول الأخرى والتي يمكن اختصارها فيما يلي:
1- تحرير التجارة بالمفهوم الواقعي وليس بالطرح الإنتقالي، فهذا التحرير لا يعني عدم وضع حدود لتصريف البضاعة الإجباري أو العشوائي من طرف المؤسسات المتخصصة وخاصة في المناسبات التي ترتفع فيها الأسعار بشكل جنوني، الظاهرة هذه قصيرة الأجل شريطة أن لاتكون مفتعلة ولنا قدوة في ديننا الإسلامي الحنيف الذي أوجد حلولا لظاهرة التضخم حيث كانت الأسعار تعالج عن طريق الصدقات والزكاة والتكافل الإجتماعي ويتم هذا بواسطة التقييم على أساس القيمة الجارية، ترشيد الإستهلاك دون إسراف أو تقتير، الإلتزام بالأولويات الإسلامية في الإستثمار والإستهلاك، تجنب النظام الربوي بصيغه وأشكاله المختلفة، تحريم طبع النقود بدون مقابل إنتاجي.
2- إيجاد وتحديد سعر الصرف بغية جعله كأداة ضبط التجارة الخارجية المحرّرة.
3- وجوب تخفيض أو إلغاء الرسوم والحقوق الجمركية المطبقة على التجهيزات والمواد الأولية الموجهة للإستثمارات المنتجة، لأن هذه الإشكالية مطروحة اليوم. فتخفيض الدينار ساهم كثيرا في رفع هذه الرسوم وبالتالي إنعكاسها على تكاليف الإنتاج.
هوامش:
* الجلسات الأسبوعية التي تعقد بالبنك المركزي الجزائري (بنك الجزائر) لأجل تحديد أسعار صرف الدينار مقارنة بسلة من العملات أفضت إلى أنه: سجلت نسبة الصرف الرسمي للدينار خلال شهر أوت 1995 إرتفاعا نسبيا أمام عملات البلدان الأساسية الممونة للجزائر باستثناء الدولار والليرة الإيطالية. فقد قدر الفرنك الفرنسي خلال هذه الجلسات لتحديد قيمة العملة 10.54 دج في نهاية أوت مقابل 10.81 دج في نهاية جويلية.
** نسجل هنا تلك الدراسات التي قام بها فريق من الباحثين الأكاديميين عام 1988 تحت إشراف السيد حاج ناصر عبد الرحمن الرستمي والمنشورة ضمن ما عرف بـ: 1989 Les cahiers de la réforme - T05 - ENAG, Alger, والتي لم تكن سوى مجرد تصورات رياضية وتنبؤات إحصائية لما يمكن حدوثه عند تطبيق الإصلاحات.