ch.ch مشرف
عدد الرسائل : 2822 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
| موضوع: المنتجات الاسلامية البنكية...هل تنافس التقليدية؟ السبت 8 مارس - 1:31 | |
| المنتجات الإسلامية البنكية.. هل تنافس 'التقليدية'؟
الاختلاف حول الفروقات مازال قائما
يشهد القطاع المصرفي في العالم العربي تحولات واضحة نحو تقديمالخدمات المصرفية الاسلامية التي اصبحت تجد اقبالا كبيرا من قبل المتعاملين معالبنوك، وبدأ العديد من البنوك التقليدية في التنافس على تقديم مثل هذه الخدمات،لكن مع هذا الاقبال الكبير للمنتجات الاسلامية البنكية فان الجدل وتضارب الآراء بدأيتصاعد حول طبيعة تلك المنتجات ومدى اختلافها مع الخدمات العادية الاخرى التيتقدمها البنوك؟. الخبير الاقتصادي السعودي في البنك الاسلامي للتنمية ساميالسويلم يرى ان بعض المنتجات الاسلامية قد تتشابه مع ما تقدمه البنوك التقليدية منخدمات غير ان هذا لا يتفق مع باقي الخدمات الاخرى التي تقدمها البنوك الاسلامية،لافتا الى ان الذين يشككون في ذلك نوعان: نوع مخلص فعلا ويحرص على التعاملاتالحقيقية، وهذا نقد محمود وفي محله. وينبغي ان تتفاعل البنوك الاسلامية مع هذاالنقد وتسعى لتطوير منتجاتها بما يحقق مقاصد الشريعة ويلبي في الوقت نفسهالاحتياجات الاقتصادية للمجتمع. اما النوع الثاني - يقول سامي السويلم- فهو منيشكك في مفهوم التمويل الاسلامي اصلا، ويرى انه لا فرق في الحقيقة بين الاقتصادالاسلامي والاقتصاد الربوي، وانما هي فروق شكلية لا تمس الجوهر. وهذا وهم كبير وخطأفادح في تصور الاقتصاد الاسلامي وفي تصور الاقتصاد الربوي. الاقتصاد الربوي يعانيمن اعتلالات واختلالات كبيرة وظاهرة للعيان، واول من يشكو منها هم الاقتصاديونالغربيون. وكون الدول الغربية متقدمة صناعيا ومدنيا لا يعني سلامة بنائهاالاقتصادي، كما ان الشخص اذا كان قوي البنية وكان يدخن او يتناول المخدرات لا يعنيهذا ان الدخان او المخدرات لا تضر البدن. وقد كان الاتحاد السوفيتي يمثل امبراطوريةقوية تدافع عن مبادئ الشيوعية، ثم آل به الامر الى ما نراه اليوم. فمستقبل الاقتصادالربوي لا يقل سوءا عن ذلك، وان كان قد يستغرق مدة اطول. قناعة من ناحيتهيعترف الدكتور عمر حافظ (خبير سعودي في التعاملات البنكية الاسلامية) بان غالبيةالمتعاملين مع المنتجات الاسلامية في البنوك لهم قناعة ان المنتجات الاسلامية شبيهةبالتعاملات العادية الاخرى في البنوك ومن ثم فان التقسيم لتعاملات اسلامية واخرىغير اسلامية تقسيم لا يؤيده الواقع، وخصوصا مع اجازة التوريق المنظم والمرابحاتالصورية والصكوك 'المفبركة'، وغيرها مما ساد العمل المصرفي الاسلامي. واكد عمرحافظ ل'القبس' ان الذي قاد لهذا الوضع هو قيام البنوك التي تعتمد الفائدة المصرفية (الربا) اساسا لاعمالها بالعمل في المنتجات الاسلامية ولي اعناقها، لكي لا يكونهناك فوارق بينها وبين اعمالها التقليدية وانظمة الرقابة عليها. وسبب آخر مهم هوتساهل بعض الفقهاء في الفتوى وتركهم الرأي المجمعي لعلماء الامة، حتى اصبح بعضالعامة يهزأون من اختام الاعتماد الشرعية على المنتجات المصرفية الاسلاميةويقارنونها باختام 'مذبوح على الطريقة الاسلامية'. اختلاف كبير ويؤكد الدكتورراشد العليوي استاذ الاقتصاد الاسلامي في جامعة القصيم في السعودية ان هناك اختلافاكبيرا بين المنتجات الاسلامية والمنتجات التقليدية للبنوك من حيث الشكل والمضمونوبالتالي من ناحية الآثار، واضاف غير ان هذا لا يعني الا يكون هناك تشابها جزئيابينهما اذ لا يشترط في المعاملات الشرعية أن تكون مختلفة تماما عن التعاملات غيرالشرعية 100%، وارجع الخلط بين التعاملات الإسلامية وغيرها إلى ما تقوم به بعضالبنوك من تعاملات بزعم أنها إسلامية وهي ليست كذلك كصور من التحايل على الربا وهوما يعرف عند الفقهاء ب 'الحيل الربوية'، وهذه التعاملات بهذه الصورة تكون اقربللمنتجات التقليدية وبعيدة كل البعد عن التعاملات الإسلامية التي وضحها الفقهاءمنعا لأي لبس أو اختلاط، واوضح العليوي أن بعض التعاملات الحالية التي يزعم أنهاإسلامية قد تكون أسوأ من التعاملات الاعتيادية التي تعارف عليها الناس في السنواتالماضية، وتغيير أسماء هذه التعاملات لا يغير من الحقائق شيئا، وحذر أستاذ الاقتصادالإسلامي العليوي من 'الأسلمة الصورية' للتعاملات البنكية ودعا إلى 'اسلمة' فعليةوحقيقية لهذه المعاملات، حيث إن التعاملات الصورية خلقت عند الناس الكثير من اللبسوالاختلاط مما قد يسبب انصرافا عن المنتجات الإسلامية بكاملها إذا استمرت هذهالتحايلات لسنوات قادمة. أنجح التعاملات وحول انجح التعاملات البنكيةالإسلامية قال الخبير المصرفي السعودي عمر حافظ إن المنتجات الإسلامية قصيرة الأجلتختلف عن طويلة الأجل لكن غالب المنتجات ضعيفة وليست على مستوى الطموح، بسبب أنالبنوك الإسلامية وفي إطار النظام التعايشي المزدوج في الاقتصادات المعاصرة تعيشأوضاعا غير طبيعية، وتعاني اختلالات هيكلية بيئية لا تحسد عليها، ولذلك فإننجاحاتها المهنية محدودة ومنتجاتها متعثرة بسبب ذلك، خاصة أن الأوضاع القانونية فيالبلاد التي تعمل بها غير كاملة الترحيب والتهيئة، مما جعل بعض الفقهاء تحت ضغط هذاالواقع يجيزون كثيرا من التعاملات ذات الشبه الكبير بالتعاملات الربوية الأمر الذيأدى إلى تضاؤل الفروق بين الخدمات المصرفية الإسلامية وغيرها في نظر عموم الناسفضلا عن أن البنوك التقليدية هي التي أصبحت تتصدر الأعمال المصرفية الإسلامية وتعملعلى ترويجها ومن مصلحتها ألا توجد فروق كبيرة بين هذه التعاملات. والذي أراه أنه فيحال قبول مبدأ التعايش في النظام الواحد بين النظام الإسلامي والنظام الربوي، يجبألا يسمح للمصرف التقليدي بالعمل في المنتجات الإسلامية. من جانبه يرى الدكتورسامي السويلم أن أفضل وأنجح ما قدمته البنوك الإسلامية هو إحياء روح التمسك بضوابطالشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي، فالمنتجات التطبيقية تختلف وتتغير،لكن مبدأ التمويل الإسلامي هو أفضل 'منتج'. الدكتور راشد العليوي يعتقد أنالبنوك الإسلامية قدمت منتجات ناجحة مثل صيغ المضاربة والاستصناع والمرابحة 'الحقيقية الملتزمة بالضوابط الشرعية'، واردف لكنها فشلت في منتجات أخرى ولم تلقالنجاح كبعض صيغ المشاركات القائمة على عنصر الأمانة وصعوبة وجوده في الواقع معانعدام آلية للتحقق من ذلك مما يجعل من الصعب على البنوك الإسلامية التوسع فيذلك. تأثير العالمية وحول مدى تأثير دخول البنوك العالمية إلى مجال المعاملاتالإسلامية على البنوك الإسلامية في المنطقة مع المحدودية النسبية لرؤوس أموال معظمالبنوك الإسلامية، يقول الدكتور راشد العليوي أستاذ الاقتصاد الإسلامي في الجامعاتالسعودية إن دخول البنوك العالمية إلى الأسواق المحلية سيكون جانب منه ذا شكلإسلامي وهو سيجد الترحيب شريطة التأكد الفعلي من الشرعية بوجود هيئات الفتوى وكذلكإدارة الرقابة الفعلية داخل تلك البنوك والمرتبطة بهيئات ولجان الفتوى لضمان الجديةوالانضباط، وبالتالي سوف تقدم منتجات شرعية ومتطورة وهذا من مصلحة العملاء، وسيدفعذلك البنوك الإسلامية المحلية للتطوير وإنهاء حالة 'الاسترخاء' التي تعيشها بعض تلكالبنوك، واشار إلى أن تنفيذ اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ملزم للقطاعالخاص. وفي هذا الجانب يقول الخبير المصرفي عمر حافظ إن البنوك العالمية تنظرإلى الخدمات المصرفية الإسلامية من جانب تسويقي فقط، وتوفر المواصفات التي تقدم لهامن بعض الفقهاء المسلمين وتضعها في إطار يلائم الأوضاع القانونية الخاضعة لها،والملاحظ أن بعض البنوك العالمية العاملة في المنطقة استطاعت أن تخترق المجالوتنافس البنوك الإسلامية لأسباب عديدة منها صغر حجم البنوك الإسلامية. ويبقى تميزالبنوك الإسلامية - في حال التزامها الحقيقي بالشريعة - في جمعها بين نية التعبدوالالتزام بالشرع، وهذا لا يتوافر لغيرها. أما الدكتور سامي السويلم فيرى انالبنوك الإسلامية ليست صغيرة إلى الحد الذي يهدد وجودها. فهي من حيث المبدأ قادرةعلى المنافسة بشكل أو بآخر. لكن دخول البنوك الأجنبية من شأنه أن يعزز مستوىالتعامل وجودة الخدمة التي تقدمها المصارف المحلية. وقال إن دخول البنوكالأجنبية في مجال الصناعة الإسلامية له جانبان: جانب نشر الوعي بالتمويل الإسلامي،وهو أمر إيجابي. لكن في المقابل قد لا تحسن هذه البنوك بحكم خلفيتها الثقافية طبيعةالتمويل الإسلامي بشكل دقيق، وهو ما قد يؤثر سلبا على المنتجات الإسلامية من حيثالبعد الشرعي لها. لكن تطور الصناعة من شأنه أن يقلل من هذه السلبيات. لامراعاةولا يرى الدكتور راشد العليوي إن اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تنصعلى مراعاة خصوصية البنوك الإسلامية ولكن هذه الاتفاقيات لها المرونة الكافية لكيتتسع لكلا النظامين الربوي والإسلامي، واما عن مدى استفادة البنوك من هذه الاتفاقيةقال العليوي إن هذا يرجع إلى إرادة التفوق والتصميم والتنفيذ لدى المصارف الإسلاميةفان نجحت في تحقيق ذلك فسوف تحافظ على مكاسبها وإلا فقد ينصرف عنها العملاء إلىالوافدين الجدد، واكد العليوي أن المنافسة المقبلة في مجال البنوك منافسة حادة وانالغلبة للأقدر على الالتزام الشرعي والتطوير المصرفي. الدكتور عمر حافظ قال إنالاتفاقية لا تتحدث عن البنوك الإسلامية بالذات ولكن تتحدث عن فتح الأسواق الماليةالوطنية للبنوك بصورة عامة من كل الدول. وللدول بدون شك حق تنظيم وتقديم الخدماتالمالية سواء كانت إسلامية أم غير ذلك. ولذلك فالأمر يعود للسلطات الوطنية النقديةفي تنظيم وتوجيه هذه الخدمات.
| |
|
ch.ch مشرف
عدد الرسائل : 2822 تاريخ التسجيل : 23/12/2007
| |